(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  وروى عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «وصيي وأعلم من أخلف بعدي علي بن أبي طالب»(١).
  وعن أبي أمامة(٢) قال: كنا ذات يوم عند رسول الله ÷ جلوساً فجاء علي بن أبي طالب واتفق من رسول الله ÷ قيام فلما رأى علياً جلس فقال: «يا ابن أبي طالب أتعلم لم جلست؟» فقال علي: اللهم لا أعلم، فقال النبي ÷: «ختمت أنا النبيئين وختمت أنت الوصيين حقاً على الله أن لا يقف موسى بن عمران موقفاً إلا وقف معه يوشع بن نون وإني أقف وتُوقَف وأُسأَل وتُسأَل فأعد الجواب، يا ابن أبي طالب فإنما أنت عضو من أعضائي تزول أينما زلت ..»(٣) الخبر إلى آخره.
  وروى الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب الحكمة عنه ÷ أنه قال: «إن الله جعل علياً لي وزيراً وأخاً ووصياً، وجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي، وهو أول من وحد الله تعالى معي، وهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، زوجته الصديقة الكبرى، وابناه سيدا شباب أهل الجنة، وهو وهما والأئمة من بعدهما من ولدهما حجج الله على خلقه»(٤).
(١) رواه الإمام أبوطالب (ع) في الأمالي عن أبي ذر أنه سمعه عندما سأله سلمان من وصيك؟ ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، ورواه الإمام الحسن بن بدرالدين (ع) في أنوار اليقين.
(٢) أبو أمامة، صُدَيّ (بضم المهملة، وفتح الدال المهملة أيضاً، وتشديد الياء) بن عجلان الباهلي السهمي؛ سكن مصر، ثم حمص. توفي سنة إحدى وثمانين، قيل: عن مائة وست؛ وهو آخر من مات في الشام من الصحابة. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٣) رواه الإمام الحسن بن بدرالدين (ع) في أنوار اليقين ورواه فرات الكوفي في تفسيره.
(٤) ورواه السيد حميدان في مجموعه نقلا عن الحكمة الدرية.