(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  ثم لم يقدر عليها أحد بعد ذلك ومن ذلك ما أجاب به الجاثليق في مسائله وقد ورد من عند ملك الروم في مائة رجل من أشرافهم وعلمائهم فوصل إلى أبي بكر وعنده عامة قريش وغيرهم فلم يقدر أحد منهم على إجابته وحل شبهه وغير ذلك كثير لا يحصى كثرة.
  وقد قال الهادي # في جواب مسألة النبوة والإمامة وكذلك الأوصياء فلا تثبت للخلائق وصية الأنبياء إليهم إلا باستحقاق لذلك العَلَم والدليل فأما الاستحقاق منهم لذلك الدليل الذي استوجبوا من الله العلم والدليل فهو فضلهم على أهل دهرهم وبيانهم على جميع أهل ملتهم بالعلم البارع والدين والورع والاجتهاد في أمر الله وعَلَمُهم ودليلهم فهو العلم بغامض علم الأنبياء والاطلاع على خفي أسرار الرسل وإحاطتهم بما خص الله به أنبياءه حتى يوجد عندهم من ذلك ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم فيستدل بذلك على ما خصهم به أنبياؤهم وألقته إليهم من مكنون علمها وعجائب فوائد ما أوحى الله به إليها مما لا يوجد أبداً عند غير الأوصياء.
  من ذلك ما كان يوجد عند وصي موسى وعند وصي عيسى $ ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم، ومن ذلك ما أوجد عند وصي محمد ÷ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من ذلك ما أجاب به في مسائل الجاثليق، ومن ذلك ما كان عنده من علم ما يكون إلى يوم القيامة مما أطلع الله عليه نبيئه وأطلع نبيه وصيه لم يعلمه رسول الله ÷ أحداً غيره، ولم يقع عليه سواه فهذا الذي لم يوجد عند غير الأوصياء من أهل مللهم فهو عَلَم الأوصياء المبين لها والدليل الدال بالوصية عليها، وكذلك الأئمة الهادون الداعون إلى الله المرشدون بانت إمامتهم وثبت عقدها من الله لهم بخصال الاستحقاق وبالعلم والدليل الذي
= إنما بني هذا الدير لهذه العين وإنها عين راحوما ما استخرجها إلا نبي أو وصي نبي، ولقد شرب منها سبعون نبياً وسبعون وصياً، فأخبروا بذلك علياً. (محجة). اهـ من (هامش الأصل).