شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التحسين والتقبيح العقليين)

صفحة 129 - الجزء 1

  مدخل في استحقاق الذم، وحقيقة القبيح هو ما للإقدام عليه مدخل في استحقاق الذم على بعض الوجوه.

  قال: وقولنا: «على بعض الوجوه» احتراز عن أمور ثلاثة منها: صغائر القبائح فإنها قبيحة ومع ذلك لا يستحق الذم فاعلها لأن عقابها مكفر في جنب الطاعات.

  ومنها: الملجأ إلى فعل القبيح فلا يستحق عليه الذم لأجل الإلجاء.

  ومنها: القبائح الواقعة من الصبيان وممن لا عقل له فإنها قبيحة عند بعضهم وفاعلها لا يستحق الذم عليها لفقد العقل والتمييز به.

  والمحسنات والمقبحات تنقسم إلى ما يدرك بالعقل من غير ورود الشرع وإلى ما يدرك بالشرع، فالأول ينقسم إلى ما يدرك بضرورة العقل كالعلم بقبح الظلم والجهل وكفران النعمة وتكليف ما لا يطاق والعبث وتعظيم من لا يستحق ونحو العلم بحسن العدل والإنصاف والفضل والإحسان والجود ونحو العلم بوجوب شكر النعمة وقضاء الدين ورد الوديعة.

  وإلى ما يدرك بالاستدلال كوجوب معرفة الله سبحانه والعلم بقبح الكذب النافع، وحسن الصدق الضار ونحو ذلك، وهذه عقلية، والشرعية كذلك.


= الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيد العابدين علي بن الحسين السبط بن الإمام الوصي $. هذا الإمام من منن الله على أرض اليمن، وأنواره المضيئة في جبين الزمن، نفع الله بعلومه الأئمة، وأفاض من بركاته على هذه الأمة، وله الكرامات الباهرة، والدلالات الظاهرة. قيامه: بعد وفاة الإمام محمد بن المطهر سنة تسع وعشرين وسبعمائة ومن مؤلفاته: في أصول الدين الشامل أربعة مجلدات، وله في الفقه: الانتصار ثمانية عشر مجلداً، وفي المعاني والبيان: الطراز ثلاثة مجلدات وغير ذالك [في شتى الفنون] وكان يسمي مصنفاته التعاليق تواضعاً، وهي التي اغترفت منها العلوم، وبلغت كراريسها بعدد أيامه. وفاته: سنة تسع وأربعين وسبعمائة، عن اثنتين وثمانين سنة، مشهده بمدينة ذمار، وكان يسمع وقت وفاته نداء لفظه: إمام علم وهدى. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).