شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الخلاف فيما يستقل العقل بإدراكه من الحسن والقبح]

صفحة 130 - الجزء 1

  والثاني: جميع المحسنات والمقبحات الشرعية التي بعث بها الرسل À كالصلاة والصيام والحج والزنا والربا ونحو ذلك، وهي أيضاً عقلية كانت أو شرعية تنقسم إلى واجب ومندوب ومكروه ومباح ومحظور.

  فالواجب العقلي كقضاء الدين ورد الوديعة وشكر المنعم، والشرعي كالصلاة والصيام ونحو ذلك.

  والمندوب العقلي كحسن الخلق ونفع المحتاج، والشرعي كصلاة التطوع وصوم يوم عرفة.

  والمكروه العقلي كسوء الخلق وشدة البخل، والشرعي كأكل الطحال والأرنب.

  وأما معرفة حقائقها فقال صاحب الفصول: حقيقة الواجب: ما استحق المدح على فعله والذم على تركه بوجهٍ مَّا يشمل المضيق والموسع والمعين والكفاية.

  وحقيقة المندوب: ما يستحق المدح على فعله ولا يستحق الذم على تركه.

  وحقيقة المباح: ما لا يستحق عليه مدح ولا ذم.

  وحقيقة المكروه: ما استحق المدح على تركه ولا يذم على فعله.

  وحقيقة المحظور: ما يستحق الذم على فعله والمدح على تركه ويرادفه القبيح والحرام.

  وإذ قد تم ما أردنا ذكره من ماهية الحسن والقبيح وأقسامهما فلنرجع إلى المقصود ذكره هنا فنقول:

[الخلاف فيما يستقل العقل بإدراكه من الحُسْن والقُبْح]

  قال الإمام #: (ويستقل العقل بإدراك الحُسْن والقُبْح) أي: يدركهما العقل بالاستقلال (باعتبارين) أي: بالنظر إلى جهتين (اتفاقاً) بيننا وبين الأشعرية وغيرهم: