[كلام الجاثليق مع علي #]
  قال عمر بن الخطاب: هذا خليفة رسول الله.
  قال الجاثليق: فأنت خليفة رسول الله استخلفك على أمته؟
  قال أبو بكر: لا.
  قال الجاثليق: فما هذا الاسم الذي ادعيتموه بعد نبيئكم فإنا قد قرأنا سنن الأنبياء وعندنا سننهم فلما بلغنا وفاة نبيكم قدمنا مسترشدين نسأل عن صحة نبوة محمد فإن كان خلف فيكم كتاباً ووصياً كما خلفت الأنبياء عرفنا ذلك فأراكم ليس عندكم أثر ذلك.
  ثم قال الجاثليق: يا شيخ أما أنت فقد أقررت أن محمداً لم يوص إليك ولم يستخلفك وإنما تراضى الناس بك، ولو رضي الله ø برضا الخلق واتباعهم أهواءهم واختيارهم لأنفسهم ما بعث إليهم النبيين مبشرين ومنذرين ومبرهنين لما فيه يختلفون فقد زعمتم أن نبيكم لم يحتذ بسنن الأنبياء الذي كانوا قبله ولم يأتكم برهان ولا دليل بعد أن خان الله فيكم ومضى على غير وصية ولا عهد ولم يمض نبي بعدُ قطُّ حتى يقيم وصيه دلالة بعده لأمته وعلماً وهدى لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، دفعتم نبيكم عن رسالته وأبطلتم تنبئته واستغنيتم بالجهل من اختيار الناس عن اختيار الله ø ... إلى آخر كلام الجاثليق.
  قال سلمان الفارسي |: فلما رأيت ما نزل بالقوم من الحيرة والذل والصغار وما نزل بدين محمد ÷ نهضت لا أعقل أين أضع قدمي في الأرض حتى أتيت منزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ فقلت له: ذهب دين محمد ÷ وهلك الإسلام بعده وظهر أهل الكفر على أهل دينه فتلاف دين محمد يا أمير المؤمنين وأوضح الحجة على أهل الخلاف ودل على وصي محمد # فإن القوم قد ورد عليهم ما لا طاقة لهم به ولا حيلة.
  إلى أن قال الفارسي |: فنهض معي أمير المؤمنين # حتى أتينا إلى القوم