(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  الأزهار قال: لما كان يوم الخندق وطلب عمرو بن عبد ود البراز وقد عبر الخندق هو ومُنبه من بني عبد الدار ونوفل من بني مخزوم وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب فكاع الناس عنه وهو ينشد:
  ولقد بححت(١) من النداء لجمـ ... ـعكم هل من مبارز
  ووقفت إذ جبن المشجـ ... ـع موقف القرن المناجز
  إني كذلك لم أزل متسر ... عاً نحو الهزاهز
  إن الشجاعة في الفتى والجو ... د من خير الغرائز
  فبرز له علي # وهو يرتجز ويقول:
  لا تعجلن فقد أتاك مجيـ ... ـب صوتك غير عاجز
  ذو نية وبصيرة ... والحق منجا كل فائز
  إني لأرجو أن تقوم عليـ ... ـك نائحة الجنائز
  من طعنة نجلاء يبقى ... ذكرها عند الهزاهز
  فضرب عمرواً وكبر وقتله وقتل أيضاً نوفل بن عبدالله المخزومي.
  وقال # لما قتل عمرواً:
  أعَلَيَّ تقتحم الفوارس هكذا ... عني وعنهم أخبروا أصحابي
  اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ... ومصمم في الهام ليس بنابي
  آلى ابن عبد حين شد أَليَّةً ... وحلفت فاستمعوا من الكذابِ
  ألا يصد ولا يهلل فالتقى ... رجلان يضطربان أي ضراب
  فصدرت حين رأيته متقطراً كالجذع ... بين دكادك وروابي
(١) بححت: من البُحّة وهي تغير الصوت من كثرة رفع الصوت. (من هامش الأصل).