شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 149 - الجزء 3

  وعففت عن أثوابه ولو انني ... كنت المقطر بزني أثوابي

  قال |: وكان بعد هذه المنقبة العظيمة له # بقتل عمرو بن عبد ود التحفة العظمى والمنحة الكبرى والهدية من رب السماء بدعاء خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله النجباء التي لم ينقل مثلها لبشر ولا كانت لمن مضى ومن غبر، فقضت برفعه إلى منازل القمر وألبسته من الثناء الشريف أعلى ملاءة والحبر، وذلك ثابت فيما أخبرنا به الشيخ الأجل العالم محيي الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد القرشي ¥.

  قلت: وقد رفع إسناده إلى علقمة بن عبدالله، قال: دخل علي بن أبي طالب يوم قتل عمرو بن عبد ود على رسول الله ÷ وسيفه يقطر دماً فقال ÷: «اللهم أتحف علياً بتحفة لم يتحف بها أحد قبله ولا يتحف بها أحد بعده⁣(⁣١)، قال: فهبط جبريل على النبي ÷ بأترجَّة فإذا فيها سطران مكتوبان: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب».

  قلت: وروى هذا الحديث الكنجي في المناقب بإسناده إلى ابن عباس، وقال: ذكره الذراع في فوائده وهو معروف عند أهل النقل عراقاً وشاماً.

  وأما خبر المؤاخاة ففيه طرق كثيرة:

  منها: ما ذكره الفقيه حميد الشهيد | في كتاب محاسن الأزهار قال: منها ما أخبرنا به الشيخ العالم محيي الدين بقراءتي عليه بإسناد رفعه إلى ابن عمر، قال: آخى رسول الله ÷ بين المؤمنين فقام علي # فقال: يا رسول الله كلهم يرجع إلى أخ غيري؟ فقال: «أما ترضى أن تكون أخي؟»⁣(⁣٢) قال: بلى، قال:


(١) رواه الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر بن يحيى (ع) في عقود العقيان، والإمام الحسن بن بدرالدين (ع) في أنوار اليقين.

(٢) أخبار المؤاخاة: التي تفيد أن أمير المؤمنين (ع) أخو رسول الله ÷ قد وردت في مقامات عدة منها: خبر الإنذار، وعند المؤاخاة بين الصحابة وغيرهما. وقد رواه بلفظ: «أنت أخي» =