(فصل في التحسين والتقبيح العقليين)
  وتعلق المدح والثواب بها أمر زائد على الحسن يختص الواجب والمندوب منها، فإن تعلق بتركها مع ذلك العقابُ عاجلاً أو آجلاً فهو الواجب وإلا فهو المندوب.
  وتعلق الذم والعقاب بالأفعال أيضاً أمر زائد على القبيح يختص المحظور منها، فإن تعلق بها الذم فقط من دون عقاب فهو المكروه، وإن لم يتعلق بها لا ذم ولا عقاب لا في العاجل ولا في الآجل فهو المباح.
  فانحصر الحسن والقبح في خمسة أقسام كما تقدم ذكره: الوجوب والندب والحظر والكراهة والإباحة، ويجمعها: الحسن والقبح ولا واسطة بينهما.
  وأما الأشعرية ومن تابعهم فإنهم يقولون: لا معنى لما يسمى حسناً أو قبيحاً إلا إدراك ملاءمة الطبع ومنافرته وكونه صفة كمال أو صفة نقص مع أنهما يرجعان في الحقيقة إلى ملاءمة الطبع ومنافرته ولا تهتدي عقولهم إلى إدراك تعلق تلك الأفعال بنفع أو ضرر عاجلاً أو آجلاً، فليعرف ذلك فإنه وجه الفرق بين قولنا وقولهم فكان لفظ ملاءمة الطبع مرادف للفظ حسن ولفظ نفرة الطبع مرادف للفظ قبيح ونحن نخالفهم في ذلك.
  قال (أئمتنا $ وصفوة الشيعة) أي: الزيدية من الشيعة (والمعتزلة) جميعاً، (والحنفية) أي: المعتزون إلى مذهب أبي حنيفة(١)، (والحنابلة) أي: المنتسبون إلى مذهب أحمد بن حنبل، (وبعض الأشعرية) ولعلهم الغزالي والرازي المعروف بابن الخطيب
(١) هو النعمان بن ثابت المتوفى سنة مائة وخمسين من تلامذة الإمام زيد بن علي # وأتباعه. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #). وفي لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: النعمان بن ثابت الفارسي أبو حنيفة، فقيه العراق، أحد أنصار الإمام الأعظم (ع) الراوين عنه ¤ والمبايع للإمامين: محمد، وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن (ع). عدّه من العصابة الزيدية، الإمام الحجة عبدالله بن حمزة (ع)، وغيره، وهو من الشهداء في حبّ أهل البيت (ع)، سقاه أبو الدوانيق السمّ لذلك. وفي معجم رجال الاعتبار أصله من فارس وولد ونشأ في الكوفة، عرف بمودته لأهل البيت $، وكان ممن ساند الإمام زيد بن علي #، وكان يفتي بالخروج مع الإمامين الأخوين محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن، ودفن بمقابر الخيزران. (باختصار).