شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر ما وقع عند احتضار النبي ÷ وما وقع في السقيفة]

صفحة 191 - الجزء 3

  ذلك على تسليم الأمر له ولم يعتد بخلاف ابن الزبير له لأنه قهر وغلب فانقطع الخلاف بقتله كما انقطع الخلاف بقتل سعد بن عبادة⁣(⁣١) وكذلك أولاد مروان كعبدالملك وإخوته وغيرهم بعضهم نوزع وزال ذلك التنازع وبعضهم لم ينازَع أصلاً.

  وكذلك ملوك بني العباس فإن بعضهم نوزع منازعة ضعيفة وزال ذلك التنازع وبعضهم لم ينازع أصلاً فيكون هذا الإجماع الذي ادعيتموه دليلاً على صحة إمامة الإمام وعلى عدم اشتراط العلم والعدالة لئلا تجتمع الأمة على ضلالة فهلا حكمتم بصحة إمامة هؤلاء السلاطين كما حكمتم بصحة إمامة الثلاثة المشائخ مع اتفاق الوجه الموجب للإمامة عندكم وهو الإجماع بعد التنازع.

  مع أن المخالف والموالف قد أقر بما روي من الاختلاف الواقع في حضرة النبي ÷ وهو مريض مرضه الذي توفي فيه فما ظنك بالاختلاف بعد موته ÷.

[ذكر ما وقع عند احتضار النبي ÷ وما وقع في السقيفة]

  روى البخاري بإسناده إلى ابن عباس قال: «لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ ÷ قَالَ، وَفِي البَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فقَالَ: «هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ»⁣(⁣٢)، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ ÷ غَلَبَهُ الوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ القُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ


(١) سعد بن عبادة، سيد الخزرج، صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها؛ شهد بدراً، وقيل: لا، وهو من نقباء الأنصار ليلة العقبة، وكان كثير الصدقات والجود، وتخلّف عن بيعة أبي بكر.

قلت: وعن بيعة عمر؛ قُتل بحوران، من أعمال دمشق، سنة خمس عشرة تقريباً. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) رواه البخاري في صحيحه عدة روايات ورواه مسلم في صحيحه عدة روايات ورواه النسائي في سننه عدة روايات ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس ورواه الطبراني في الكبير وعبد =