شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر ما وقع عند احتضار النبي ÷ وما وقع في السقيفة]

صفحة 192 - الجزء 3

  اللَّهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ البَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ ÷ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلاَفَ عِنْدَ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: «قُومُوا عَنِّي»، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الكِتَابَ مِنَ اخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ». انتهى.

  قلت: وهذا الحديث لا ينكره أحد، وفي بعض رواياته أن عمر قال: إن النبي ÷ يهجر.

  ثم نقول: إنا نحقق لكم كيفية الواقع هناك ليتيقن كل من وقف على ذلك ممن لم يكابر عقله ولم يرفض هدايته أن (دعوى الإجماع باطلة؛ لاشتهار خلاف أمير المؤمنين كرم الله وجهه وأهل بيته $ وشيعتهم سلفاً يعقبهم خلف إلى الآن) وذلك أن المشهور في كتب التواريخ أنه وقع هناك من الاختلاف والمنازعة ما لا ينكره إلا مكابر وذلك بعد أن تركوا أمر رسول الله ÷ في تنفيذ جيش أسامة وقد جعل ÷ أبا بكر وعمر وأبا عبيدة⁣(⁣١) بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من المهاجرين والأنصار⁣(⁣٢) تحت رايته


= الرزاق في مصنفه ورواه أحمد في مسنده والبغوي في شرح السنة والحميدي في مسنده وأبو نعيم في حلية الأولياء ورواه ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس وعن عمر بن الخطاب وعن جابر بن عبدالله ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه ورواه البيهقي في سننه وأبو يعلى في مسنده ورواه البلاذري في أنساب الأشراف والبزار في مسنده والطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب.

(١) أبو عبيدة بن الجراح، عامر بن عبيدالله بن الجراح القرشي الفهري، أسلم قديماً، وشهد بدراً وما بعدها، وهو ممن صبر يوم أحد، وهو ثالث أقطاب السقيفة، ورضي أبو بكر به أو بعمر، وجعله عمر الأمير على الفتوح حين عزل خالد بن الوليد. توفي بطاعون عَمْواس (بفتح المهملة، وسكون الميم، فواو، فألف، فمهملة) قرية بالأردن، سنة ثمان عشرة، عن ثمان وخمسين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم # وسألته: هل كان أبو بكر وعمر في بعث أسامة بن زيد =