شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 199 - الجزء 3

  بن الجراح فلما تيسر عمر للكلام دفعه أبو بكر وقال: على رسلك ستكفى إن شاء الله تعالى ثم قل بعد كلامي ما بدا لك.

  قال: فتشهد أبو بكر وأنصت الناس فقال بعد كلام كثير: معاشر الأنصار أنتم الذين آووا ونصروا ووازروا رسول الله ÷ وأنتم أنصار الله وأنتم إخواننا في كتاب الله وشركاؤنا في الدين وفيما كنا فيه من الخير والله ما كنا في خير قط إلا كنتم شركاءنا فيه وأنتم أحب الناس إلينا وأكرمهم علينا وأنتم أحق الناس بإرضائنا وأنتم المؤثرون على أنفسهم يوم الخصاصة، والله ما زلتم تؤثرون إخوانكم من المهاجرين قط، وأنتم أحق الناس أن لا يكون انتقاض هذه الأمة واختلافها على أيديكم وأبعد الناس أن تحسدوا إخوانكم خيراً ساقه الله إليهم وأنا أدعوكم إلى أبي عبيدة بن الجراح أو إلى عمر بن الخطاب فكلاهما رضيت لهذا الأمر وكلاهما أراه لها أهلاً.

  فقال عمر بن الخطاب وأبو عبيدة: ما ينبغي لأحد من الناس أن يكون فوقك أنت صاحب الغار مع رسول الله ثاني اثنين فأطريا في أبي بكر.

  فقال الأنصار بعد كلام كثير واختلاف من القول: نحن نحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس منا ولا منكم فلو جعلتم اليوم رجلاً منكم بايعناه ورضيناه على أنه إذا هلك اخترنا رجلاً من الأنصار فإذا هلك اخترنا رجلاً من المهاجرين أبداً ما بقيت هذه الأمة.

  فكان من قول عمر: هيهات لا يجتمع سيفان في غمد فأطرأ المهاجرون في الدعاء إلى أبي بكر.

  فقالوا: هذا منا الأمراء ومنكم الوزراء.

  فقال أبو بكر: هذا عمر وأبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوه.

  فقالا: لا والله ما نتولى عليك هذا الأمر أنت خليفة رسول الله، ابسط يدك لنبايعك فلما ذهبا يبايعانه سبقهما بشير بن سعد فبايعه، فناداه الحباب بن المنذر: