شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر بعض ما لقي علي وفاطمة $ بعد وفاة النبي ÷]

صفحة 207 - الجزء 3

  المسعودي في المروج عن حماد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم فيما سلف. انتهى.

  قلت: وهذا يدل على أن تجميع الحطب والهم بالإحراق فيما سلف أمر لا مرية فيه ولا خفاء، ولهذا جعله عروة بن الزبير عذراً لأخيه عبدالله بن الزبير حين جمع الحطب بمكة لإحراق بني هاشم لما امتنعوا من بيعته بعد أن حصرهم وحبسهم في حجرة زمزم وهم يومئذ أربعة وعشرون رجلاً منهم محمد بن الحنفية وعبدالله بن العباس ولو وقعت في الحطب شررة من نار لم يسلم من القوم أحد حتى استنقذهم المختار بن أبي عبيد.

  وروى أبو العباس الحسني في المصابيح بإسناده إلى عدي بن حاتم قال: قالوا لأبي بكر: بايعك الناس كلهم إلا هذين الرجلين علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فأرسل إليهما فأتي بهما وعليهما سيفاهما فأمر بسيفيهما فأخذا ثم قيل للزبير


= وإن ... الخ.

وفي كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل عن ابن شهاب قال: وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام (رضي) فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله ÷ ومعهما السلاح ... الخ وذكر كسر سيف الزبير وذكر ذلك المحب الطبري في الرياض النظرة وفي كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة: (ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟ فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله.