شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 208 - الجزء 3

  بايع، قال: لا أبايع حتى يبايع علي، فقيل لعلي: بايع، قال: فإن لم أفعل فمه؟ فقيل له: يضرب الذي فيه عيناك ومدوا يده فنفض أصابعه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم اشهد» فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأما سيف الزبير فإنهم كسروه بين حجرين وأما سيف علي فإنهم ردوه عليه.

  وروَى فيها أيضاً بإسناده إلى زيد بن أسلم عن أبيه قال: كنت فيمن حمل الحطب إلى باب علي # فقال عمر: والله لئن لم تخرج يا علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه.

  وروى فيها أيضاً عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عمر بن الخطاب يوم أراد أن يحرق على فاطمة بيتها وقال: إن أبوا أن يخرجوا فيبايعوا أبا بكر حرّقت عليهم البيوت.

  فقلت لعمر: إن في البيت فاطمة أفتحرقها.

  قال: سألتقي أنا وفاطمة.

  وروى فيها عن معمر قال: قلت للزهري لم يبايعه إلا بعد ستة أشهر - يعني أبا بكر -؟ قال: لا، ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي.

  قال أبو العباس: البيعة دعوى من الزهري، اللهم إلا على ما قدمنا من مسحهم يده على أبي بكر.

  وقال رزين⁣(⁣١) بن معاوية الأندلسي في جامعه وقد ساق خبر فاطمة & مع أبي بكر في شأن فدك ومنعها إلى أن قال: فوَجِدَت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله ÷ ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي # ليلاً ولم يؤذن أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من


(١) رزين بن معاوية ابن عمار، المحدث الشهير، أبو الحسن العبدري الأندلسي السرقسطي، صاحب كتاب تجريد الصحاح. توفي بمكة في المحرم سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وقد شاخ. (سير أعلام النبلاء باختصار).