شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 209 - الجزء 3

  الناس وجهٌ حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر.

  قال: فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتين أحد معك كراهية لحضور عمر فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك.

  قال أبو بكر: وما عساهم أن يفعلوا بي، والله لآتينهم. انتهى.

  وقال ابن أبي الحديد: قال البراء بن عازب كنت لبني هاشم محباً فلما قبض رسول الله ÷ خفت أن لا تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله ÷ فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي ÷ في الحجرة وأتفقد وجوه قريش فإني لكذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر وإذا قائل يقول القوم في سقيفة بني ساعدة وإذا قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر.

  فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خطبوه⁣(⁣١) وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق فضربت عليهم ضرباً عنيفاً وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة.

  فقال العباس: تربت أيديكم إلى آخر الدهر أما إني قد أمرتكم فعصيتموني فمكثت ندماً في نفسي ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم⁣(⁣٢) بن التيهان وحذيفة وعماراً وهم يريدون أن يعيدوا الأمر


(١) في لوامع الأنوار وغيره: «خبطوه».

(٢) أبو الهيثم ابن التيهان، اسمه مالك، أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدراً وما بعدها. استشهد مع علي # بصفين، سنة سبع وثلاثين على الصحيح. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).