(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  كفَّرت أصحاب رسول الله ÷ وزعموا أنهم عصوا الله ورسوله إذ أمرهم بولاية علي فلم يطيعوه.
  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: ما الذي أنكرتم من قول من قال إن المهاجرين والأنصار أخطئوا وعصوا؟ ... إلى قوله: فإن قالوا: لا يجوز عليهم الخطأ ببيعتهم لأن فيمن بايعه أخيار أصحاب رسول الله منهم سلمان الفارسي وكان يقرأ التوراة والإنجيل والقرآن وينتظر خروج النبي # ومنهم أبو ذر الغفاري الذي قال فيه رسول الله ÷: «ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر».
  ومنهم عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله ÷: «خليلي في الله عمار بن ياسر، ورب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله أبر قسمه».
  إلى قوله: فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: ما حجتهم على من خالفهم فقال: أخطأ القوم إذ ولوا رجلاً لم يأمنه رسول الله عليه وآله السلام على أن يبلغ عنه سورة من كتاب الله يقرؤها يوم الحج الأكبر حتى أرسل خلفه علي بن أبي طالب فأخذها منه.
  إلى قوله: وما حجتهم على من خالفهم وقال أخطأ القوم إذ تركوا رجلاً كان يقرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وولوا رجلاً لم يكن يقرأ القرآن ولم يحفظه ولم يؤلفه إلا من أفواه الرجال بشهادة الشهود.
  وما حجتهم على من خالفهم فقال: أخطأ القوم إذ ولوا رجلاً قال: وليتكم ولست بخيركم.
  إلى قوله: وأما سلمان الفارسي | فلم يبايع فوجئت عنقه وكان من قوله: «كرداد وتكرداد» أي قد علمتم ولم تعملوا.
  وروى المخالف لنا ولكم في ذلك عن أبي إسماعيل الكوفي عن زاذان عن سلمان الفارسي أنه قال في خطبته بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد أيها الناس فإني قد أوتيت علماً ولو أني أخبركم بكل ما أعلم لقالت طائفة منكم مجنون، وقالت طائفة أخرى رحم الله قاتل سلمان، ألا وإن لكم منايا تتبعها بلايا ألا وإن