شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 223 - الجزء 3

  وأما الموالاة فإن تجرمه # وشكواه في أكثر أوقاته من تقدُّم من تقدَّم عليه معلوم قطعاً بالتواتر الذي لا ينكره إلا معاند، وخطبته المسماة بالشقشقية معروفة معلومة للناس وغيرها من الكلام المفيد للذم الصريح الذي لا يحتمل التأويل.

  وأما القتال مع أبي بكر فإن صح فلا دليل فيه على صحة إمامة أبي بكر لأنه # هو الإمام وكذلك أخذ الفيء.

  ثم نقول: أخبرونا في أي موضع قاتل مع أبي بكر وعمر وعثمان وأي سرية كان أميراً عليها أو مؤمراً عليه فيها فمواقف علي لا تخفى على الأمة كما لم تخف مواقفه في بدر وأحد وحنين وقريظة والنظير وسلع وخيبر والخندق التي قد فهمتها الأمة.

  وقد كان مع رسول الله ÷ في كل موطن وله المواقف المشهودة والمواطن المحمودة التي ضربت بها الأمثال وهو المفرج عن رسول الله ÷ الكرب والمواسي له بنفسه حين تضيق على الأبطال العطن وتبلغ القلوب الحناجر.

  وقد روى أبو الحسن أحمد بن موسى الطبري | وغيره أن أمير المؤمنين # غمد سيفه بعد دفن رسول الله ÷ فما سله إلا يوم الجمل ولم يبرح # في منزله.

  وروي عن الناصر # أن أول راية عقدت بعد ترك أمره ÷ وتنفيذ جيش أسامة لعكرمة بن أبي جهل على ناحية من اليمن وقد كان أُنفِذ مدداً لزياد بن لبيد ثم وُلّي الحارث بن هشام أخو أبي جهل بن هشام على ناحية من الشام وقتل بها بأجياد أو بمرج راهط، ثم وُلّي بعد ذلك عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي أخو أبي جهل لأمه ناحية من اليمن فمكث بها دهراً وولى خالد بن الوليد جميع الحروب وهو ابن عم أبي جهل فكان من أفعاله بمالك بن نويرة ما قد عرف حتى كان عمر يقول: ما رأيتك يا خالد إلا خشيت أن يرميني الله بصاعقة ثم عزله