[حديث المناشدة وبقية الكلام فيما يتعلق بذلك]
  قال: «أفيكم من قال له رسول الله # مثل الذي قال لي يوم بعثني إلى ذات السلاسل حين بعث إليهم أبا بكر فانهزم ثم بعث عمر فانهزم ثم بعث عمرو بن العاص فانهزم فقال رسول الله ÷: «لأبعثن إليهم رجلاً طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي لا ينهزم كما انهزمتم حتى يفتح الله على يديه إن شاء الله» قالوا: اللهم لا.
  ثم سرد المناشدة إلى أن قال: «أفيكم من كلمته الجن حين سرحنا رسول الله ÷ أنا وأبو بكر وعمر وعثمان إلى وادي الجن فبدأ أبو بكر فسلم عليهم وكلمهم فلم يجيبوه ثم كلمهم عمر فلم يجيبوه ثم كلمهم عثمان فلم يجيبوه ثم قال القوم: إنا لا نجيب إلا نبياً أو وصي نبي فسلمت عليهم فردوا علي السلام وقالوا: تكلم بما شئت نجبك عنه، فأجابوني عن كل شيء أمرني به رسول الله» غيري؟ قالوا: اللهم لا.
  إلى أن قال: «أنا أناشدكم الله يا عثمان وأنت يا طلحة وأنت يا زبير وأنت يا عبدالرحمن أما كنتم عشرة رجال عند رسول الله # وأبو بكر وعمر وأنتم أيها الأربعة وسلمان الفارسي والمقداد ويزيد بن الحصيب الأسلمي فقال رسول الله # لأبي بكر: «قم يا أبا بكر فسلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب» فقال أبو بكر: أَمِن الله ومن رسوله؟ قال النبي #: «نعم»، فقال لعمر، فقال مثل مقالة أبي بكر: أمن الله ومن رسوله؟ قال النبي #: «نعم»، ثم قال لك يا عثمان، فقلت مثل ما قالا ثم قال لجميعكم فلم تقولوا مثل ما قالوا بل سلمتم ورضيتم؟ قالوا: اللهم نعم قد كان جميع ذلك.
  قلت: وقد روى حديث المناشدة من طرق كثيرة وألفاظ مختلفة في الزيادة والنقصان في تعديد الفضائل وعلى الجملة فإنه معلوم بالتواتر قطعاً.
  أعني جملته، وأما تعداد الفضائل فمنها ما هو متواتر ومنها آحادي ومنها ما تفرد به صاحب الكامل المنير وهو الحديث الذي ذكر فيه مسألة الجن والحديث