شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 240 - الجزء 3

  الذي ذكر فيه غزوة ذات السلاسل، وأما حديث الصلاة إلى القبلتين فلم أعرف وجهه.

  وروى ابن أبي الحديد أيضاً قال: لما طعن عمر استشار فيمن يوليه الأمر بعده فأشير عليه بابنه عبدالله بن عمر فقال: لاها الله لا يليها رجلان من ولد الخطاب حسب عمر ما حمل حسب عمر ما احتقب لاها الله لا أتحملها حياً وميتاً.

  ثم قال: ادعوا لي أبا طلحة الأنصاري فدعوه له فقال: انظر يا أبا طلحة إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلاً من الأنصار حاملي سيوفكم فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر وتعجيله واجمعهم في بيت وقف بأصحابك على باب البيت فإن اتفق خمسة وأبا واحد فاضرب عنقه، وإن اتفق أربعة وأبا اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتفق ثلاثة وأبا ثلاثة فانظر الثلاثة التي فيها عبدالرحمن فارجع إلى ما قد اتفقت عليه فإن أصرت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستة ودع المسلمين يختارون لأنفسهم.

  ثم قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني أبا بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني يعني رسول الله ÷.

  ثم قال: ادعوهم لي فدعوهم فدخلوا عليه وهو يجود بنفسه فنظر إليهم فقال: أكلكم يطمع في الخلافة بعدي، فأجابه الزبير فقال: وما الذي يبعدنا منها وليتها أنت فقمت بها ولسنا دونك في قريش ولا في القرابة.

  قال: قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ: والله لولا علمه أن عمر يموت في مجلسه لم يقدم على أن يفوه من هذا الكلام بكلمة ولا أن ينبس منه بلفظة.

  فقال عمر: أفلا أخبركم عن أنفسكم؟

  قالوا: قل، فإنا لو استعفيناك لم تعفنا.

  فقال: أما أنت يا زبير فوَعَقة ولقس مؤمن الرضا كافر الغضب يوماً إنسان