شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 241 - الجزء 3

  ويوماً شيطان، ولعلها لو أفضت إليك ظلت يوماً تلاطم بالبطحاء على مد من شعير أفرأيت إن أفضت إليك من يكون على الناس يوم تكون شيطاناً ومن يكون يوم تغضب إماماً، وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمة وأنت على هذه الصفة.

  ثم أقبل على طلحة وكان له مبغضاً منذ قال لأبي بكر يوم وفاته ما قال في عمر فقال له: أقول أم أسكت؟

  قال: قل، فإنك لا تقول من الخير شيئاً.

  قال: أما إني أعرفك منذ أصيبت أصبعك يوم أحد والبأْو الذي حدث لك ولقد مات رسول الله ÷ ساخطاً عليك للكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب.

  قال: قال الجاحظ: الكلمة المذكورة أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب قال بمحضر ممن نقل قوله إلى رسول الله ÷: ما الذي يغنيه حجابهن اليوم وسيموت غداً فننكحهن.

  وقال الجاحظ أيضاً: لو قال له قائل: أنت قلت إن رسول الله ÷ مات وهو راض عن الستة فكيف تقول الآن لطلحة إنه مات # ساخطا للكلمة التي قلتها لكان قد رماه بمشاقصه ولكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا فكيف هذا.

  ثم أقبل على سعد بن أبي وقاص فقال: إنما أنت صاحب مقنب من هذه المقانب تقاتل به وصاحب قنص وقوس وأسهم وما زهرة والخلافة وأمور الناس.

  ثم أقبل على عبدالرحمن فقال: وأما أنت يا عبدالرحمن فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك به ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك وما زهرة وهذا الأمر.