(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  ثم أقبل على علي # فقال له: لولا دعابة فيك أما والله إن وليتهم لتحملنهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء.
  ثم أقبل على عثمان فقال: إيهاً لك كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفيء فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحاً.
  ذكر هذا ابن أبي الحديد حكاية عن الجاحظ.
  قال ابن أبي الحديد: وروى القطب الراوندي أن عمر لما قال: كونوا مع الثلاثة التي فيها عبدالرحمن قال العباس لعلي #: ذهب الأمر منا، الرجل يريد أن يكون الأمر لعثمان.
  فقال علي #: أنا أعلم ذلك ولكني أدخل معهم في الشورى لأن عمر قد أهلني الآن للخلافة وكان قبل يقول إن رسول الله ÷ قال: إن النبوة والإمامة لا يجتمعان في بيت، فأنا أدخل في ذلك لأظهر للناس مناقضة فعله لروايته.
  قال ابن أبي الحديد: والذي ذكره الراوندي غير معروف ولم ينقل عمر هذا عن رسول الله ÷ ولكنه قال لعبدالله بن عباس يوماً: يا عبدالله ما تقول؟ ما منع قومكم منكم؟ قال: لا أعلم يا أمير المؤمنين.
  قال: اللهم غفراً إن قومكم كرهوا أن تجمع لكم النبوة والخلافة فتذهبوا في السماء بذخاً وشمخاً، لعلكم تقولون إن أبا بكر أراد الإمرة عليكم وهضمكم حقوقكم كلا لكنه حضره أمر لم يكن أحزم مما فعل ولولا راي أبي بكر فيّ عند موته لأعاد أمركم إليكم ولو فعل ما هنأكم مع قومكم إنهم لينظرون إليكم نظر الإبل إلى جازره. انتهى.
  قلت: وقد روى في الكامل المنير عن طلحة مثل ما رواه الراوندي.
  وفي روضة الحجوري ما لفظه: وروي عن طلحة بن عبيدالله أنه قال: سمعت