شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 251 - الجزء 3

  عليهم النار بما فيها والله جل ثناؤه بالمرصاد.

  وقال الإمام يحيى بن عبدالله # في كتابه إلى هارون الملقب الرشيد: فأول قدوتي منهم أمير المؤمنين رضوان الله عليه إذ كان ما زال قائماً وقت القيام حتماً والنهوض بمجاهدة الجبارين فرضاً فاعترض عليه من كان كالظلف مع الخف ونازعه من كان كالظلمة مع الشمس فوجدوا لعمر الله من حزب الشيطان مثل من وجدتَ، وظاهرهم من أعداء الله مثل من ظاهرك، وهم لمكان الحق عارفون ولمواضع الرشد عالمون، فباعوا عظيم أجر الآخرة بحقير عاجل الدنيا ولذيذ الصدق بغليظ مرارة الإفك ولو شاء أمير المؤمنين لهدأت له وركنت إليه بمحاباة الظالمين واتخاذ المضلين وموالاة المارقين ولكن أبا الله ورسوله أن يكون للخائنين متخذاً وللظالمين موالياً ولم يكن أمره عندهم مشكلاً فبدلوا نعمة الله كفراً واتخذوا آيات الله هزؤاً، وأنكروا كرامة الله وجحدوا فضيلة الله فقال رابعهم: أنا يكون لهم الخلافة والنبوة حسداً وبغياً فقديماً حسد النبيون وأبناء النبيين ... إلى آخر كلامه #.

  وقال صاحب العقد النضيد المستخرج من شرح ابن أبي الحديد: قال أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري⁣(⁣١): حدثني المؤمل بن جعفر قال: حدثني محمد بن ميمون قال: حدثني داود بن المبارك قال: أتينا عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب # ونحن راجعون من الحج في جماعة فسألناه عن مسائل وكنت أحد من سأَله فسألته عن أبي بكر وعمر فقال: أجيبك بما أجاب به جدي عبدالله⁣(⁣٢) بن الحسن فإنه سُئِل عنهما فقال: كانت أمنا صديقة


(١) أحمد بن عبد العزيز الجوهري، أبو بكر. عالم، محدِّث، شيعي، كثير الأدب، ثقة، ورع، أثنى عليه المحدِّثون، ورووا مصنفاته. هكذا قال عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج واعتبره من أهل السنة، وعدّه الشيخ الطوسي في الفهرست شيعياً. (معجم رجال الاعتبار باختصار).

(٢) عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب # يكنى أبا محمد كان شيخ بني =