(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  ابنة نبي مرسل وماتت وهي غضبى على قوم فنحن غضاب لغضبها.
  قال صاحب العقد: قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين قال: أنشدني الشاعر لنفسه وذهب عني اسمه فقال:
  يا أبا حفص الهوينا ... وما كنت ملياً بذاك لولا الحمام
  أتموت البتول غضبى ونرضى ... ما كذا يصنع البنون الكرام
  قال صاحب العقد يخاطب عمر ويقول له: مهلاً رويداً يا عمر أي: ارفق واتئد ولا تعنِّف بنا وما كنت ملياً أي وما كنت أهلاً بأن تخاطَب بهذا وتستعطَف ولا كنت قادراً على ولوج دار فاطمة على ذلك الوجه الذي وطئتها عليه لولا أن أباها الذي كان بيتها يحترم ويصان لأجله مات فطمع فيها من لم يكن يطمع.
  ثم قال صاحب العقد: والصحيح عندي أنها ماتت & وهي واجدة على أبي بكر وعمر وأنها أوصت أن لا يصليا عليها وذلك عند أصحابنا من الأهواء المغفورة لهما وكان الأولى بهما إكرامها واحترام منزلها لكنهما خافا الفرقة وأشفقا من الفتنة ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما وكانا من الدين وقوة اليقين بمكان مكين. انتهى.
= هاشم، والمقدم فيهم وذا الكثير منهم فضلا، وعلما وكرما. أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين (ع)، ولد في بيت فاطمة بنت رسول الله ÷ في المسجد. وهو الذي صلى الفجر بوضوء العشاء ستين سنة حبسه أبو الدوانيق ثلاث سنين وألقى تحته ثلاث حقائب من حقائب الإبل محشوة تبنا ليأتي بولديه محمد وإبراهيم (ع) فيقتلهما وبقي في الحبس إلى أن قتل | سنة خمس وأربعين ومائه عن خمس وسبعين سنه وهو أحد السبعة المدفونين بشاطئ الفرات الذين روي عن رسول الله ÷ فيهم أنه قال «يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخِرون». قال في الشافي: ولقد قيل لبُشير الرحال: لم خرجت على أبي جعفر؟ قال: أدخلني ذات يوم بعض البيوت، فنظرت إلى عبدالله بن الحسن مسموراً بالمسامير إلى الحائط، فخررت مغشياً عليَّ إعظاماً لما رأيت، وأعطيت الله عهداً لا يختلف عليه سيفان إلا كنت مع الذي عليه. (التحف ومقاتل الطالبيين باختصار وتصرف يسير).