شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 253 - الجزء 3

  وقال القاسم بن إبراهيم # في جواب سائل سأله عن الشيخين: «كانت لنا أم صديقة بنت صديق وماتت وهي غضبانة عليهما ونحن غاضبون لغضبها لقول النبي ÷: «إن الله يغضب لغضب فاطمة».

  وقال القاسم بن إبراهيم أيضاً # في كتاب تثبيت الإمامة: واعلم أنه لا يجوز أن يقوم مقام رسول الله ÷ من إذا قضى بقضية أو أحدث حدثاً مما لم يأت عن الله ولم يحكم به رسول الله ÷ فراجعه فيه من هو أعلم منه بالله رجع عن حكمه واعتذر وكان قوله أن يقول: إن عَلَيَّ شيطاناً يعتريني فإذا رأيتم مني ذلك فاحبسوني لا أبدُر في أشعاركم وأبشاركم، فهذا لا يصلح لإمامة ولا يجلس في مجلس رسول الله ÷.

  ولا من كان إذا حكم بحكم فقيل له: أصبت يا أمير المؤمنين يعلوه بالدرة ويقول: لا تزكونا في وجوهنا فوالله ما أدري أصبت أم أخطأت وما هو إلا رأي رأيته من نفسي.

  فيخبرهم أنه لا يدري أصاب أم أخطأ وهم يشهدون له أن السكينة تنطق على لسانه يخبرون بخلاف ما يخبر عن نفسه ويجعلون له من التوفيق ما يجعلون لرسول الله ÷.

  وإنما يصلح للإمامة ويخلف النبيء ÷ في أمته من كان إذا صعد المنبر يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فعندي علم المنايا والقضايا والحكمة والوصايا وفصل الخطاب، والله لأنا أعلم بطرق السماء من العالم منكم بطرق الأرض وما من آية نزلت في ليل ولا نهار ولا سهل ولا جبل إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفيما أنزلت، ولقد أسرّ إليّ رسول الله ÷ ألف باب من مكنون علمه يفتح كل باب منها ألف باب، نحن النجباء وأبناء النجباء وأنا وصي الأوصياء وأنا من حزب الله وحزب رسوله، والفئةُ الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، وأفراطنا أفراط الأنبياء، ولا يقوم أحد يسأل عن شيء إلا خبرته به غير متريب