شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 254 - الجزء 3

  والله يقول: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٥}⁣[يونس].

  والإمامة لا تكون إلا في موضع الطهر ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وجوهر النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأمر بمودتهم بعد نهيه عن مودة من حادّه، وليس يخالف ما ذكرنا من الخلق إلا أهل العناد لله ولرسوله والبغي والحسد والجهالة ممن لا روية له من المرجئة والقدرية والنواصب وجميع الخوارج ممن خالف وحاد عن الحق وقال برأيه.

  وقد فسرنا في كتابنا هذا ما يدخل على من خالفنا ما يستدل بدونه من نصح نفسه وترك المحاباة على ما سبق إلى قلبه فمن فهم بعض ما وصفنا دله على كثير مما يرد عليه وبالله نستعين وعليه نتوكل وإليه نفوض أمورنا مستسلمين وحسبنا الله ونعم الوكيل. انتهى.

  وقال الإمام الهادي يحيى بن الحسين # في خطبة الأحكام: ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # واجبة على جميع المسلمين فرض من الله رب العالمين لا ينجو أحد من عذاب الرحمن ولا يتم له اسم الإيمان حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان.

  وقال: فمن أنكر أن يكون علي أولى الناس بمقام الرسول فقد رد كتاب الله ذي الجلال والطول وأبطل قول رب العالمين وخالف في ذلك ما نطق به الكتاب المبين وأخرج هارون من أمر موسى # كله وأكذب رسول الله في قوله، وأبطل ما حكم به في أمير المؤمنين # فلا بد أن يكون من كذب بهذين المعنيين في دين الله فاجراً وعند جميع المسلمين كافراً.

  وقال في كتاب تثبيت الإمامة بعد كلام ساقه في الدلالة على إمامة أمير المؤمنين # فشهدنا لعلي بن أبي طالب # بما شهد الله له به ورسوله لا باختيارنا بل من أصل آذاننا {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا