(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ٢٩}[الكهف].
  وقال الناصر للحق الحسن بن علي # فيما حكاه صاحب المسفر في ذكر علي #: كان وصي رسول الله وخليفته وخير هذه الأمة بعده وأحق الناس بمجلسه.
  إلى قوله: وإن من حاربه وظلمه كافر تجب البراءة منه، وقال: لا إيمان إلا بالبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله ÷ وهم الذين ظلموا آل محمد وأخذوا ميراثهم وغصبوا خمسهم وهموا بإحراق منازلهم.
  وحكى # أن أبا بكر وعمر اختلفا في المشورة على النبي ÷ فيمن يرأس على بني تميم فأشار أبو بكر بالأقرع(١) بن حابس وأشار عمر بغيره حتى علت أصواتهما فوق صوت النبي ÷ فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}[الحجرات]، قال #: فإذا كانت طاعتهم تحبط برفع الصوت فما ظنك بمن قلّت طاعاته وعظم خلافه للنبي ÷.
  وقال القاسم بن علي # في كتاب ذم الأهواء والوهوم: قد أتى الخبر أن النبيء ÷ لم يفارق الدنيا حتى خولف أمره في جيش أسامة وغيره ومن قبل ما فعل القوم أخبر الله بفعلهم فقال عز من قائل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ
(١) الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي التميمي: صحابي، من سادات العرب في الجاهلية. قدم على رسول الله [÷] في وفد من بني دارم (من تميم) فأسلموا. وشهد حنينا وفتح مكة والطائف وكان من المؤلفة قلوبهم، وكان مع خالد بن الوليد في أكثر وقائعه حتى اليمامة. (الأعلام للزركلي باختصار).