شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 256 - الجزء 3

  عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ١٤٤}⁣[آل عمران]، فلم يكن الشاكرون فيما بلغنا إلا علي # وذرية رسول الله ÷ وذرية أمير المؤمنين # ومن تبعهم من المؤمنين وكانت هذه أول فرقة أمة محمد ÷ فكان الناس كلهم فرقة واحدة وكان علي وأصحابه أمة ثانية فلم يزل أمير المؤمنين مع الكتاب كما ذكر رسول الله ÷ والقوم في دنياهم يخبطون خبط العشواء لا يهتدون إلا ما هداهم له # عند فزعهم في بعض الأمور إليه تثبيتاً للحجة عليهم وهم يدولون ولايتهم أدوال من كان من أمم الأنبياء قبلهم.

  وقال # في كتاب التنبيه: وسألت عن السواد الأعظم وإرماله للحج إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر رسول الله # يشهدون بالأمر والخلافة لصاحب الغار وينكرون قول رسول الله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

  الجواب: اعلم أيها الأخ أكرمك الله أن هؤلاء سامرية أمة محمد ولا فرق بينهم وبين سامرية أمة موسى كما لا فرق بين موسى ومحمد، وكما لا فرق بين هارون وعلي إلا النبوءة لقول النبي ÷: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  وقال ابنه الحسين بن القاسم # في كتاب الرد على الملحدين: فيا أيتها الأمة الضالة عن رشدها الجاهدة في هلاك أنفسها، أمرتم بمودة آل النبي أم فرض عليكم مودة تيم وعدي.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب الحكمة الدرية يحكي قصة السقيفة: فلما اشتغل أمير المؤمنين # بما ينبغي له أن يشتغل به اجتمع المهاجرون والأنصار إلى سقيفة بني ساعدة وتنافسوا في الملك ونسوا ما أوصاهم به رسول الله ÷ من أمره لهم باتباعهم لعلي # في مواقف كثيرة وأكاليم شهيرة.

  وقال: وكان من جملة الظالمين من غصب علياً # حقه وأنكره سبقه