شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 259 - الجزء 3

  كان من أمر فاطمة & السلالة المرضية والنسمة الزكية والجمانة البحرية والياقوتة المضيئة ما كان من النزاع في أمر الإرث وبعد ذلك في أمر النحلة لفدك وغيره ما شاع في الناس ذكره وعظم على بعضهم أمره حتى قال قائلهم في معنى ذلك:

  وما ضرهم لو صدقوها بما ادعت ... وماذا عليهم لو أطابوا جنانها

  وقد علموها بضعة من نبيئهم ... فلِمْ طلبوا فيما ادعته بيانها

  فمرضت سراً ودفنت ليلاً وذلك بعد دفع الوصي عن مقامه واتفاق الأكثر على اهتضامه، فتجرع أهل البيت $ الرزية وصبروا على البلية علماً بأن لله تعالى داراً غير هذه الدار يجبر فيها مصاب الأولياء ويضاعف لهم فيها المسارّ وهي دار الدوام.

  وحكى # كلام فاطمة & مع نساء المهاجرين والأنصار الذي عرضت فيه للمشائخ وأتباعهم بقول الله سبحانه: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ٨٠}⁣[المائدة].

  ثم قال عقيب ذلك: فهذا كلام فاطمة & الذي لقيت الله سبحانه عليه فلم نتعدَّ طريقة من يجب الاقتداء به من الآباء والأمهات $.

  وقال:

  أتموت البتول غضبى ونرضى ... ما كذا يفعل البنون الكرام

  وقال: لو لم يتقلد الأمر أبو بكر ما تأهل له عمر ولو لم يتقلده عمر ما طمع فيه عثمان، ولو لم يتقلده عثمان ما تطمع فيه معاوية ومن تبعه من جبابرة بني أمية، ولولا أخذه جبابرة بني أمية ما تقلده بنو العباس.

  وقال في كتاب حديقة الحكمة في شرح التاسع عشر من الأخبار السيلقية: فأما حب الرفعة فقد هلك فيه كثير والله بما يعملون بصير ألم تسمع إلى بعض