(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  قول الأنصار في معنى الافتتان برفعة الدنيا والحب لشرفها وذلك لما قتل سعد بن عبادة بسهمين رمي بهما في الليل وقد خرج لقضاء حاجته ليلاً وزعم من زعم أنه سمع من الجن قائلاً يقول:
  قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ... رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
  فقال في ذلك بعض الأنصار وكان سعد قبل مغاضباً لأبي بكر ممتنعاً من بيعته.
  وروي عنه أنه قال: لما رأينا قريشاً عدلت بالأمر عن أهله طمعنا فيه في قصص طوال فقال بعض الأنصار في ذلك:
  يقولون سعداً شقت الجن بطنه ... ألا ربما حققت فعلك بالعذر
  وما ذنب سعد أنه بال قائماً ... ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر
  لئن صبرت عن فتنة المال أنفس ... لما صبرت عن فتنة النهي والأمر
  وقال في جواب بعض من سأله عن من يرضي عن الخلفاء ويحسن الظن فيهم وهو من الزيدية ويقول: أنا أقدم علياً # وأرضي عن المشائخ ما يكون حكمه وهل تجوز الصلاة خلفه؟
  فقال: الجواب عن ذلك أن هذه المسألة غير صحيحة فيوجه الجواب عنها لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية ولا نعلم في الأئمة $ بعد زيد بن علي # من ليس بجارودي وأتباعهم كذلك وأكثر ما نقل عن السلف هو ما قلناه يعني التوقف على تلفيق واجتهاد وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهراً وإنما هذا رأي المحصلين منهم وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة يفضلون علياً # ويترضون عن المشائخ فليس هذا يطلق على أحد من الزيدية لأنا نقول: قد صح النص على أمير المؤمنين # من الله ورسوله ÷ وصحت معصية القوم وظلمهم وتعديهم لأمر الله وإن كانت جائزة المعصية