(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  صوته فوق صوت رسول الله ÷ والله ø يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}[الحجرات: ٢]، فإن كان أبو بكر فعل ما فعل فهذه خطيئة لا فضيلة ورسول الله في حال ضعفه أقوى من أبي بكر في حال قوته، وقد مرض رسول الله ÷ مراراً منها حين صرعه فرسه واعتل من ذلك علة شديدة فلم يحتج إلى مسمع كان يسمع في أدنى المسجد وأقصاه لأنه كان لطيفاً حدوده اليوم معروفة.
  ثم قلنا لهم: أخبرونا من تأخير رسول الله ÷ لأبي بكر هل يخلو عندكم من أحد وجهين إما أن يكون الله أمره بتأخيره عن ذلك المقام بوحي أنزله عليه في تلك الساعة فأزعجه ذلك وأخرجه مع شدة الحال والعلة والضعف الذي كان فيه أو يكون رأياً رآه # في أبي بكر حين أخبر بتوليته الصلاة فأخرجه عنه لعلمه أنه لا يصلح لذلك المقام فيا لها فضيحة على أبي بكر وعلى من قال بهذه المقالة بتأخير رسول الله ÷ له عن ذلك المقام على أي الحالين كان فكيف يجوز عندكم أن يؤخره رسول الله عن الصلاة وتقدموه أنتم للإمامة وهي تجمع الصلاة وغيرها من شرائع الإسلام، والإمامة ملاك دين رب العالمين والحجة لله ولرسوله على جميع المسلمين، وقد قدم عمر صهيباً فصلى بالناس ثلاثة أيام فلو كانت الصلاة توجب لأبي بكر الإمامة لكانت صلاة واحدة وصهيب صلى بالناس خمس عشرة صلاة فيجب على قياسكم أن يكون صهيب أولى بالإمامة من الستة الذين جعلها عمر شورى بينهم، فنسأل الله التوفيق والهدى ونعوذ به من الضلالة والعمى.
  ثم وجدنا أبا بكر قد أقام نفسه مقام رسول الله ÷ وأقامه من أقامه من هذه الفرق ذلك المقام مستيقنين منه زعموا بالصلاح والرشاد والقيام بما في كتاب الله ومحكم تنزيله من فرائضه والقيام بالقسط في عباده وبلاده وإمضاء سنن نبيئه والاقتداء بفعله فكان أول ما نقض أبو بكر مما أسند إليه ما فعل