شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 276 - الجزء 3

  لعنة الله من يومهم ذلك إلى يومنا هذا يصرفونه حيث يشاؤون، يعيش فيه الفاجرون والفاسقون ويتخذونه مغنماً وتشرب فيه الخمور وتركب فيه الذكور ويستعان به على الشرور، وأهله أهل بيت الحكمة وموضع الخيرة ومعدن الفضل ومنزل الوحي ومختلف الملائكة مبعدون عنه مظلومون فيه مأخوذ من أيديهم ظلماً ومغصوبون غصباً.

  ثم قال همج من الناس ورعاع: صدقات رسول الله أعطونا منها ما نتبارك به مستبصرين في الحيرة والعمى يا لهم الويل متى تصدق بها رسول الله؟ ومن روى عنه؟ ومن شهد؟ أم من أقر بهذه الصدقة من أهل بيته عليه وعليهم السلام؟

  فيأخذون زعموا ما يتباركون به منها مستبصرين في الجهالة والخطا، يالَلَّه لو كان رسول الله ÷ تصدق بها ما خفي ذلك عن أمته ولكان الشاهد بها كثير من أصحابه وأهل بيته، ولما خفي مثل هذا لمن هو دون رسول الله، فكيف به وأثره يقضى وفعله يتبع في الدقيق والجليل ولكان علم ذلك عند علي وفاطمة والحسن والحسين $ ولكان عندهم من الفضل والورع والدين والمعرفة بالله والاقتداء برسول الله ما لا يطلبون ما ليس لهم.

  فهذا مع شهادة النبي # لهم بالثقة والأمانة وأنهم من أهل الجنة، فكيف يجوز على من هذه صفته أن يطلب ما ليس له؟! وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  فقطع أبو بكر حقهم ودفعهم عن ميراثهم وطلب من فاطمة الشهود على أن فدكاً لها وهي بيدها ولم يطلب من نفسه ولا من أصحابه شهوداً على ميراث محمد حين قبضه وحازه عن أصحابه فيا للعجب من قبضه ما ليس بيده ولا له بلا شهود ولا بينة وطلبه الشهود من فاطمة على ما هو في يدها ولها وقد أجمعت الأمة على أن من كان بيده شيء فهو أحق به حتى يستحق بالبينة العادلة، فقلب أبو بكر الحجة عليها فيما كان في يدها.