(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  ثم أمر عمر بن الخطاب فقال مثل مقالة أبي بكر: أعن أمر الله وأمر رسوله؟ قال: «نعم» فأتاه فسلم عليه.
  فقال علي: أعن أمر الله وأمر رسوله؟ قال عمر: نعم، قال علي: اللهم اشهد.
  ثم قال للمقداد بن الأسود، فقام ولم يقل مثل مقالة الأولين، فأتاه | فسلم عليه.
  ثم قال لأبي ذر فقام فسلم عليه، ثم قال لسلمان فقام فسلم عليه، ثم قال لحذيفة فقام فسلم عليه، ثم أمرني فقمت فسلمت عليه وأنا أصغر القوم وأنا ثامنهم.
  فلما قبض رسول الله # وأنا غائب فلما قدمت وجدت أبا بكر قد استُخلف فدخلت عليه فقلت: يا أبا بكر أما تحفظ تسليمنا على علي بن أبي طالب بأمر رسول الله عليه وآله السلام بإمرة المؤمنين؟ فقال: بلى.
  فقلت: ما لك فعلت الذي فعلت؟
  قال: إن الله يحدث الأمر بعد الأمر ولم يكن ليجمع الخلافة والنبوة في أهل بيت(١).
(١) قوله: إن الله يحدث الأمر بعد الأمر: يوهم بذلك أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الخليفة بعد رسول الله ÷ غير علي ابن أبي طالب # وأن أبا بكر هو الخليفة، فقول أبي بكر هذا باطل وتخلص منه إلى غير مخلص لوجوه: منها: أن الله ø لو كان قد جعل الخليفة لرسول الله ÷ غير علي # لأعلم الناس بذلك وأخبرهم على لسان رسول الله ÷ كما أعلم الناس وأخبرهم بولاية علي وبأنه الخليفة منذ فجر الإسلام وكرر ذلك إلى أن انتقل إلى رضوان الله ø لأن هذه المسألة من أهم مسائل الدين التي يعم التكليف بها جميع المخلوقين علما وعملا.
ومنها: اعتراف أبي بكر نفسه أنه لا عهد عنده من رسول الله ÷ كما قد ذكر ذلك المؤلف ¦ - أعني الشرفي - في شرحه هذا، وفي اللآلئ المضيئة، وكما قد ذكره أيضاً صاحب الكامل المنير وغيرهم عن العباس بن عبد المطلب ¥ أنه خرج على الناس قبل أن يدفن رسول الله ÷ =