شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 289 - الجزء 3

  قلت: وحكى المرتضى # عن أبيه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $ في جواب الست المائة مسألة أن النبي ÷ أمر المسلمين بمكة أن يسلموا على علي بإمرة المؤمنين حين قدم عليه من اليمن.

  وقال في الكامل المنير: وروى عباد بن عبدالله عن عمه المؤمل بن إسماعيل وكانت العامة تسميه سيف السنة وهؤلاء المخالفون لنا ولكم عن رجل، قال: أتينا المدينة فدخلت مسجد رسول الله عليه وآله السلام فوجدت حلقة فيها أبي بن كعب حوله المهاجرون والأنصار يسألونه عن الحلال والحرام فسألته فلم يجبني ثم أعدت عليه فلم يجبني ثم أعدت عليه فلم يجبني ثم قلت: سبحان الله


= فوقف عليهم قبل بيعة أبي بكر فقال: يا أبا بكر عندك عهد من رسول الله ÷ أو أمر؟ فقال: معاذ الله لا والله.

فقال: وأنت يا ابن الخطاب؟ قال: لا والله.

قال: فهل عند أحد منكم عهد من رسول الله ÷؟ قال الناس: لا ... الخ

ومنها: جوابه على الجاثليق عندما سأله هل أنت خليفة رسول الله ÷ فقال أبو بكر: لا

ومنها: أن الوحي قد انقطع وإلى يوم القيامة بموت رسول الله ÷ فما مستند أبي بكر في قوله هذا ومن أين علمه؟ وأيضاً فإن الله تعالى قد ختم الدين بولاية علي بن أبي طالب (ع) وذلك قوله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم ..» الآية؛ فقد ذكر الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار عند كلامه # على خبر الغدير ما يلي: فأنزل الله ø: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}⁣[المائدة: ٣]، ... إلى قوله: فقال رسول الله ÷: «الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة والولاية لعلي بن أبي طالب» انتهى. وقد استكمل # الكلام على هذه الآية في كتابه لوامع الأنوار وغيره، فمن أراد معرفة ذلك فليرجع إليه.

وأما قوله: (ولم يكن الله ليجمع الخلافة والنبوة في أهل بيت) فهو خلاف ما نطق به القرآن الكريم فقد أخبر الله تعالى أنه قد جعل نبوة أنبياءٍ في بيت واحد وهي أعظم من جمع نبوةٍ وخلافةٍ قال ø: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء]، فكان إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف $ أنبياء وهم من أهل بيت واحد وكذا موسى وهارون @.