شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 290 - الجزء 3

  يا أصحاب محمد نسألكم فلا تجيبون فلست أدري أتحسدوننا أم تحقروننا؟

  فقال القوم: سبحان الله أتقول هذا لسيد المسلمين أبي بن كعب؟

  فقال لهم أبي بن كعب: دعوا الرجل فلئن سلمت إلى الجمعة لأقومن مقاماً ثم لأقولن مقالاً لا أبالي أقتلت فيه أم استحييت، هلك أصحاب العقدة هلك أصحاب العقدة، أما إني لا أبكي على ما ضيعوا من أمر دينهم ولكن أبكي على ما ضيعوا من أمر دين محمد.

  قال الرجل: فلما كان يوم الخميس غدوت إلى المدينة لأشهد المقام وأسمع المقال فوجدت أهل المدينة بين حزين وباكٍ، فقلت للرجل الخبير: هل حدث حدث بالمدينة؟

  فقال لي: كأنك غريب؟ فقلت: أجل، قال: هلك سيد المسلمين أبي بن كعب.

  فقلت في نفسي: سُتِر على الرجل.

  قال: فقل للخوارج ومن قال بمقالتهم: ما كان أُبَيُّ يخاف في ذلك بقتله إن أقام المقام وقال المقال وإنما كان في عصر أبي بكر وفيه هلك.

  وسلهم عن أصحاب العقدة ومن عنا أنه لا يبكي على ما ضيعوا من أمر دينهم ولكنه يبكي على ما ضيعوا من دين محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم. [انتهى] ما ذكره في الكامل المنير وينظر في ذلك.

  وإذا تقرر ما ذكرناه في حق من لم يعلم جهل المتقدمين على علي # ولم يعلم عمدهم بل التبس عليه الأمر للمعارضات التي ذكرناها (وجب) عليه (الوقف في حقهم) أي في حق المتقدمين على أمير المؤمنين علي # (دون علماء الصحابة) فلا يجوز له أن يتوقف في حقهم على معنى أنه يجوّز أن يكونوا أمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر ويجوز أن يكونوا أخلوا بهذا الواجب وإذا جوز الأمرين وقف في حقهم وذلك لأنه لم يُعلم من علماء الصحابة تلبُّس بالمعصية بعد علمنا بإيمانهم في الظاهر فهذا التجويز لا ينسخ العلم بإيمانهم في