(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  وما أراده منهم في حق علي # ولكن اعتقدوا أن الأمر لا يستتب له # ولا يتم لما في صدور كثير من الناس عليه # من الضغن والعداوة بسبب قتل من قتل # منهم على الكفر فما بيت من بيوت قريش إلا وقد وتره # وانضاف إلى ذلك حسد له # من تعظيم النبي ÷ له ورفع قدره ومنزلته بما كان يقول فيه ويعظمه عن أمر الله سبحانه واعتقدوا أن مخالفة أمر النبي ÷ في مثل هذا لا تضر زعماً منهم إلى أن الذي خالفوه إليه أصلح كما قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة مع كونه من المعتزلة: سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد | وقد قرأت عليه هذه الأخبار فقلت له: ما أراها إلا تكاد تكون دالة على النص ولكني أستبعد أن يجتمع الصحابة على دفع نص رسول الله ÷ على شخص بعينه كما أستبعد أن تجتمع على رد نصه على الكعبة وشهر رمضان وغيرهما من معالم الدين؟
  فقال لي |: أبيت إلا ميلاً إلى المعتزلة ثم قال: إن القوم ما كانوا يذهبون في الخلافة إلى أنها من معالم الدين وأنها جارية مجرى العبادات الشرعية كالصوم والصلاة ولكنهم كانوا يجرونها مجرى الأمور الدنيوية ويذهبون بها مذهب تأمير الأمراء وتدبير الحروب وسياسة الرعية وكانوا لا يتحاشون في أمثال هذا من مخالفة نصوصه # إذا رأوا المصلحة في غيرها، ألا تراه كيف نص على إخراج أبي بكر وعمر في جيش أسامة ولم يخرجا لما رأيا أن في مقامهما مصلحة للدولة والملة وحفظاً للبيضة ودفعاً للفتنة وقد كان رسول الله ÷ يُخالَف وهو حي في أمثال ذلك فلا ينكره ولا يرى به بأساً.
  ألست تعلم أنه نزل في غداة بدر منزلاً على أن يحارب قريشاً فيه فخالفته الأنصار وقالت له: ليس الرأي في نزولك هذا المنزل فاتركه وانزل في منزل كذا ورجع إلى رأيهم وهو الذي قال للأنصار عام قدم إلى المدينة لا تؤبِّروا النخل، فعملوا على قوله، فحالت نخلهم في تلك السنة ولم تثمر حتى قال لهم: «أنتم