شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 298 - الجزء 3

  قال، وسكوت رسول الله ÷ عنه، وأعجب الأشياء أنه قال ذلك اليوم حسبنا كتاب الله فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار فبعضهم يقول: القول ما قال رسول الله [÷]، وبعضهم يقول: القول ما قال عمر، فقال رسول الله ÷ وقد كثر اللغط وعلت الأصوات: «قوموا عني فما ينبغي لنبي أن يكون عنده هذا التنازع».

  قلت: وفي البخاري: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ⁣(⁣١).

  (ح): وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [®]، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ وَفِي البَيْتِ رِجَالٌ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ ÷: «هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ ÷ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ القُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ البَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمُ النَّبِيُّ ÷ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْط وَالِاخْتِلاَفَ عِنْدَ النَّبِيِّ ÷، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «قُومُوا عني» قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الكِتَابَ، مِنَ اخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ». انتهى ما في البخاري⁣(⁣٢).

  ونرجع إلى حكاية قول النقيب:

  قال النقيب: فهل بقي للنبوة مزية أو فضل إذا كان الاختلاف قد وقع بين القولين ومَثُل المسلمون بينهما فرجح قوم هذا وقوم هذا أفليس ذلك دالاً على أن


(١) معمر بن راشد الأزدي الحدائي مولاهم، أبو عروة، بن أبي عمرو البصري، سكن اليمن، توفي في رمضان سنة ١٥٣ هـ، ودفن بمقبرة خزيمة بصنعاء. (معجم رجال الاعتبار باختصار).

(٢) رواه بهذا الفظ البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه ورويا هذا الحديث بطرق وألفاظ أخرى غير هذه وكذلك النسائي في سننه.