شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 319 - الجزء 3

  خبر مروي عن النبي ÷ يقول فيه إن الخليفة أولى بميراث النبي ÷ إلا ما رواه ابن بهران في تخريجه عن أبي الطفيل قال: جاءت فاطمة تطلب ميراثها من أبيها إلى أبي بكر فقال لها: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن الله إذا أطعم نبيئه طعمة فهو للذي يقوم من بعده»⁣(⁣١) قال: أخرجه أبو داود.

  وإلا ما ذكره ابن أبي الحديد، قال: روي أن فاطمة & أتت إلى أبي بكر فقالت له: أنت ورثت رسول الله أم أهله؟ قال: بل أهله، قالت: فما بال سهم رسول الله؟ قال: إني سمعت رسول الله يقول: «إن الله إذا أطعم نبيئاً طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم بعده».

  قال ابن أبي الحديد: في هذا الحديث عجب لأنها قالت لأبي بكر: أنت ورثت رسول الله أم أهله؟ قال: بل أهله، وهذا تصريح بأنه ÷ موروث يرثه أهله وهو خلاف قوله: «لا نورث».

  قلت: هذا الخبر رواه أبو بكر عبدالله⁣(⁣٢) بن محمد بن أبي شيبة عن محمد بن فضل عن الوليد بن عبدالله عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وكل رواته من رجال البخاري ومسلم.

  (وإلا) أي وإن لم يكن خبر علي والحسن والحسين $ وأم أيمن المتضمن إثبات حق لآدمي مقبولاً لكونه دليلاً لا شهادة (لزم مثل ذلك في كل خبر يثبت حقاً لآدمي لم يتواتر) عن النبي ÷ أي لزم في الأخبار المثبتة للحقوق إذا لم تتواتر ألَّا تقبل (كحق الشفعة للجار) وهو معلوم أنه مقبول


(١) أخرجه أبو داود في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو يعلى في مسنده.

(٢) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي الحافظ، أحد الأعلام صاحب المصنف، أثنى عليه العلماء وزكوه، ووثقه أبو حاتم، عداده هو وأخويه عثمان والقاسم في ثقات محدثي الشيعة وممن بايع الإمام محمد بن إبراهيم وخرج للجهاد بين يديه، احتج به الجماعة إلا النسائي، توفي سنة خمس وثلاثين ومأتين. (الجداول الصغرى باختصار).