شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 323 - الجزء 3

  ويقول: إنهم في التحقيق لا يوقف لهم على شيء إلا أنهم يعصرون أعينهم بكاء ويتلون خطبة أنشأها أبو العيناء الضرير ويحكون تارة أن أبا بكر صادقها وكتب لها كتاباً وأن عمر مزقه ودفع فاطمة & حتى كسر لها ضلعاً وهذا هو الذي يبكيهم، ويقول إن الحق عنده في إنكاره ذلك بأشد الإنكار وأنه لو كان لنُقل نقلاً ظاهراً وينشد في معنى ذلك:

  إني أحب أبا حفص وشيعته ... كما أحب عتيقاً صاحب الغار

  وقد رضيت علياً قدوة علماً ... وما رضيت بقتل الشيخ في الدار

  كل الصحابة عندي قدوة علم ... فهل عليَّ بهذا القول من عار

  إن كنت تعلم أني لا أحبهم ... إلا لوجهك فاعتقني من النار

  والجواب على من ذكر والله الموفق: أما تشنيعه على من توقف وإنشاده الأبيات المذكورة فقد خالف بذلك إجماع العترة $ وطريقة أبيهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإن تجرمه وتظلمه وتهجينه لأفعال المتقدمين عليه # معلوم لا ينكر ذلك إلا معاند مكابر، وكذلك الأئمة من ولده $ وشيعتهم خلفاً عن سلف لا يخرج منهم إلا من اغتر بكتب المخالفين لهم من المتأخرين الذين قد سبقهم الإجماع كما ذكرناه من قبل عنهم بألفاظهم فانظر إلى كتبهم تجد ذلك كما ذكرنا.

  فصح بذلك أنه كاذب في دعواه التشيع لأن الشيعي من يفضل علياً # ويقطع بأنه الإمام بعد النبي ÷ بلا فصل ويقطع أيضاً بأن المشائخ الثلاثة لا يستحقون الإمامة كما قال بعض الشيعة حقاً فقال:

  قالوا الإمام أبو بكر فقلت لهم ... بل الإمام أمير المؤمنين علي

  نصت له آية في الذكر محكمة ... بأنه لجميع المؤمنين ولي

  ونص أحمد في يوم الغدير بها ... نصاً صريحاً جلي القولي أيّ جلي