(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  فغيروا النص بالتأويل وانعوجت(١) ... بهم لغير الهدى معوجة السبل
  قالوا رأوا من صلاح الدين أن رفضوا ... خير البرية من حافٍ ومنتعلِ
  سفينة المصطفى المختار خلفها ... تحكي سفينة نوحٍ تلك في الأولِ
  لم يركبوا بل غدوا من قبح رأيهم ... مثل ابن نوح الذي آوى إلى الجبل
  هو الوصي فلا تسمع مقال فتىً ... غدا من الجهل كالهوجاء من الإبلِ
  يقول مات وما أوصى بأمته ... هذا النبي وأوصى جملة الرسلِ
  حاشاه ما ضيع المختار أمته ... لكنهم غيروا ما قال بالحيل
  هذا اعتقادي الذي أرجو النجاة به ... والفوز بالجنة الخضراء والحللِ
  ديني التشيع لا أهوى سواه ولا ... أقول إني شيعي ومعتزلي
  وأماقوله: إنه لا يرضى بقتل الشيخ في الدار فقد خالف فيه أمير المؤمنين # لأن قتلة عثمان كانوا من خواصه وأصحابه وخالف فيه زيد بن علي # الذي يعتقد هذا المشنع أنه على مذهبه ومذهب سلفه وأتباعه، وقد أطبق أهل التواريخ وغيرهم ممن لا يتهم في ذلك إنه لما قتل عثمان أكثر الناس القول في ذلك فمن قائل يقول: قتل مظلوماً، ومن قائل يقول: قتل ظالماً، فسئل عن ذلك علي # فقال: «والله ما أمرت ولا نهيت، ولا رضيت ولا غضبت، ولا ساءني ولا سرني» ونظم هذا المعنى عمر بن عبادة الأنصاري فقال:
  قالوا ابن عفان مظلوم فقلت لهم ... قولاً يلبس منه العرض بالحقب
  ما سرني قتل عثمان ولا سفحت ... مني عليه دموع العين بالسكب
  ولا أمرت به في الآمرين ولا ... نهيت فاعلم وهذا الوقف في العرب
(١) في (ب): وانعرجت.