(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  وقول علي # في نهج البلاغة مثل هذا.
  وقال صاحب كتاب المحيط: وقد روي عن علي # ما يدل على رضاه بقتل عثمان من ذلك ما روى ابن سيرين(١) عن عبيدة السلماني(٢) قال: سمعت علياً # يقول: «من كان سائلي عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه» وروى شعبة عن أبي حمزة الصيفي قال: قلت لابن عباس: إن أبي أخبرني أنه سمع علياً # يقول: «ألا من كان سائلي عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه» قال: صدق أبوك، هل تدري ما يعني بقوله؟ إنما عنى بقوله «الله قتله وأنا مع الله».
  وروى الواقدي(٣) عن الحكم بن الصلت عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: رأيت علياً # على منبر رسول الله ÷ حين قتل عثمان وهو يقول: «ما أحببته ولا كرهته ولا أمرت به ولا نهيت عنه».
  وروى محمد بن سعد عن عفان بن جرير بن بشر عن أبي جعدة أنه سمع علياً
(١) محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر، بصري المولد والوفاة: فقيه، محدِّث، مفسر للرؤيا، نشأ بزازاً وفي أذنه صمم، وتفقه، مات سنة ١١٠ هـ، عن سبع وسبعين سنة. (معجم رجال الاعتبار باختصار).
(٢) عبيدة بن عمرو - ويقال: ابن قيس - بن عمرو، السلماني المرادي، أبو عمرو الكوفي. أسلم قبل وفاة النبي ÷ بسنتين ولم يلقه، وهو محدِّث، وكان من أصحاب أمير المؤمنين روى عنه، ومن أصحاب عبد الله بن مسعود. توفي سنة ٧٤ هـ، وقيل: سنة ٧٢ هـ،. وقيل: سنة ٧٣ هـ. (معجم رجال الاعتبار باختصار).
(٣) محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء، المدني، أبو عبد الله الواقدي: من أقدم المؤرخين في الإسلام، ومن أشهرهم، ومن حفاظ الحديث. ولد بالمدينة (١٣٠ هـ) وكان حناطا (تاجر حنطة) بها، وضاعت ثروته، فانتقل إلى العراق سنة ١٨٠ هـ في أيام الرشيد، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي فأفاض عليه عطاياه وقربه من الخليفة، فولي القضاء ببغداد. واستمر إلى أن توفي فيها (٢٠٧ هـ). من كتبه (المغازي النبوية - ط) و (الجمل) و (كتاب صفين) و (مقتل الحسين) قال الخطيب البغدادي: كان الواقدي كلما ذكرت له وقعة ذهب إلى مكانها فعاينه. (الأعلام للزركلي باختصار).