(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  فليت قبلك كان الموت صادفنا ... لما مضيت(١) وحالت دونك الكثب
  وروى ابن أبي الحديد عن المرتضى الموسوي قال: أخبرنا أبو عبدالله المهذباني قال: حدثني علي بن هارون قال: أخبرني عبيدالله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه، قال: ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ كلام فاطمة & عند منع أبي بكر إياها فدكاً فقلت له: إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وأنه من كلام أبي العيناء لأن الكلام منسوق البلاغة.
  فقال لي: رأيتُ مشائخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أبناءهم وقد رواه مشائخ الشيعة وتدارسوه قبل أن يوجد أبو العيناء وقد حدث الحسين بن علوان عن عطية العوفي أنه سمع عبدالله بن الحسن بن الحسن يذكر هذا الكلام عن أبيه.
  ثم قال أبو الحسين زيد بن علي #: وكيف ينكرون هذا من كلام فاطمة وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من هذا ويحققونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت ثم ذكر الحديث بطوله على نسقه، وزاد في الأبيات:
  ضاقت علي بلاد بعدما رحبت ... وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب
  فليت قبلك كان الموت صادفنا ... قوم تمنوا فأعطوا كل ما طلبوا
  تجهمتنا رجال واستخف بنا ... مذ غبت عنا وكل الأرض قد غصبوا
  قال الراوي: فما رأينا أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
  قال المرتضى: قد روي هذا الكلام على هذا الوجه من طرق مختلفة ووجوه كثيرة فمن أرادها أخذها من موضعها.
  وفي بعض الروايات بعد قولها: وأخا ابن عمي دون رجالكم قالت: أنتم
(١) كذا في الأصل، وفي شرح النهج: قضيت.