شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 333 - الجزء 3

  تزعمون أن لا أرث أبيه أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون، إيهاً معاشر الملة أؤبتز إرث أبيه آلله أمر أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك ولا أرث أبيه، لقد جئت شيئاً فرياً ... إلى آخر الكلام، وفيه زيادة.

  واعلم أن من أنكر هذه الخطبة عن فاطمة & فلن يستطيع أن ينكر مسير فاطمة & إلى أبي بكر ومعاتبتها له في شأن فدك ورجوعها من عنده صفر اليدين مكظومة غضبانة واستمرارها على ذلك إلى أن لقيت الله سبحانه بعد شهادة علي # وأم أيمن ^ ولم ينقص معنى هذا من معنى الخطبة فما وجه التفرقة بينهما.

  وروى بعض أهل التواريخ أن بعض أولاد الحسن والحسين $ كلموا المأمون في أمر فدك وأن رسول الله ÷ وهبها لفاطمة وأنها سألت أبا بكر دفعها إليها بعد وفاة رسول الله ÷ فسألها أن تحضر على ما ادعت شهوداً فأحضرت علياً والحسن والحسين وأم أيمن فأحضر المأمون الفقهاء فسالهم عن ذلك فرووا أن فاطمة & قد كانت قالت هذا وشهد لها هؤلاء وأن أبا بكر لم يجز شهادتهم، فقال لهم المأمون: ما تقولون في علي فقالوا: رضاً عدل.

  قال: فما تقولون في أم أيمن؟

  قالوا: امرأة شهد لها رسول الله ÷ بالجنة.

  فتكلم المأمون في هذا بكلام كثير إلى أن قالوا: إن علياً والحسن والحسين لم يشهدوا إلا بحق فلما أجمعوا على هذا ردها على أولاد فاطمة & وسلمت إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن عبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ وحينئذ أنشد دعبل بن علي الخزاعي الأبيات التي أولها:

  أصبح وجه الزمان قد ضحكا ... برد مأمون هاشم فدكا