[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  لعمر بن الخطاب ثم لعثمان، وكان عمل لأبي بكر فعزله أبو بكر مرتين من صنعاء قيل إن مبلغ المال أربعمائة ألف دينار وقيل ستمائة ألف درهم وستمائة بعير منها جمل عائشة فأخذه منه طلحة والزبير فاستعانا به، ولهذا قال علي #: «بليت بأربعة لم يبل بمثلهم أحد غيري: بعائشة بنت أبي بكر أطوع الناس في الناس، وطلحة بن عبيدالله أنطق الناس في الناس، والزبير بن العوام أشجع الناس في الناس، ويعلى بن منيه التميمي الذي يعين علي بأصواع الدنانير».
  ومر القوم بالليل بماءٍ يقال له ماء الحوأب فنبحتهم كلابه فقالت عائشة: ما هذا الماء؟
  فقال بعضهم: ماء الحوأب.
  فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ردوني ردوني هذا الماء الذي قال لي رسول الله ÷: «لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب»(١).
(١) رواه في المصابيح لأبي العباس الحسني (ع)، والمؤيد بالله (ع) في إثبات النبوة ذكره، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن عائشة، ورواه عبد الرزاق في مصنفه بلفظ: (تنبحها كلاب ماء كذا وكذا يعني الحوأب)، وكذلك معمر بن راشد في جامعه، ورواه الحاكم في المستدرك عن عائشة عندما وصلت الحواب فنبحتها الكلاب، وكذلك أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في الدلائل، وأبو يعلى في مسنده وقال: إسناده صحيح، وابن حبان في صحيحه، وإسحاق بن راهويه في مسنده، وابن جرير الطبري في تاريخه، وابن عدي في الكامل، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد عن حديث عائشة هذا: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. انتهى. وقال ابن حجر في فتح الباري بعد ذكر الحديث: وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح. انتهى وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: قلت: وإسناده صحيح جداً، رجاله ثقات أثبات من رجال الستة الشيخين والأربعة ... الخ. انتهى وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: هذا حديث صحيح الإسناد، ورواه نعيم بن حماد في الفتنة، وابن الأثير في الكامل، وروى الحديث عن عائشة الطبراني في الأوسط غير ما مر، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف، ورواه أبو العباس الحسني (ع) عن ابن عباس وفي آخره: (يقتل عن يمينها وعن يسارها =