[القاسطون وما حدث منهم والتحكيم]
  قال: فهذا قلة الإنصاف عمدتم إلى امرأة موضعها من كتاب الله القعود في بيتها فأخرجتماها وصنتما حلائلكما ما أنصفتم محمداً في أنفسكم. انتهى.
[القاسطون وما حدث منهم والتحكيم]
  وأما القاسطون فهم معاوية وأصحابه أهل الشام وذلك أن علياً # لما فرغ من حرب أهل الجمل اهتم لحرب أهل الشام وكان جرير بن عبدالله على همدان فعزله فقال لعلي #: وجهني إلى معاوية فإن جل من معه قومي فلعلي أجمعهم على طاعتك.
  فقال له الأشتر: يا أمير المؤمنين لا تبعثه فإن هواه هواهم.
  فقال علي #: دعه يتوجه فإنْ نَاصَح كان ممن أدى أمانته وإنْ دَاهَن كان عليه وزر من اؤتمن فلم يؤد الأمانة ويا ويحهم مع من يميلون ويدَعُونني فوالله ما أردتهم إلا على إقامة الحق ولا يريدهم غيري إلا على باطل.
  فقدم جرير على معاوية ودفع إليه كتاب علي # فكتب معاوية إلى شرحبيل بن السمط الكندي كتاباً وأرسل إليه يزيد بن أسد البجلي وبسر بن أرطأة الفهري وأبا الأعور السلمي وغيرهم من أشراف أهل اليمن وغيرهم وفي الكتاب:
  أما بعد فإن جرير بن عبدالله قدم علينا من قبل علي بن أبي طالب بأمر مفضع وقد حبست نفسي عليك فاستشار شرحبيل ثقاته من أهل اليمن فاختلفوا عليه، فقام إليه عبدالرحمن بن غنم وكان أفقه أهل الشام وقال: يا شرحبيل إن الله لم يزل يزدك خيراً منذ هاجرت إلى اليوم وإنه لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من الناس ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وقد ألقي إليك أن علياً قتل عثمان فإن يك قتله بعدما بايعه المهاجرون والأنصار فهم الحكام على الناس، وإن لم يكن قتله فعلام تنصر معاوية فاتق الله ولا تهلك نفسك وقومك، وإن خفت أن يذهب بخطرها جرير بن قيس إلى علي فبايعه على شامك وقومك.