[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  للحرب وبعث معاوية لعنه الله لعمرو بن العاص لعنه الله وجاء الأحنف بن قيس إلى علي #، فقال: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تجعلني حكماً أو ثانياً أو ثالثاً فإنه لا يعقد عقدة إلا حللتها، ولن يحل إلا عقدته. فأبى الناس ذلك.
  ثم إن أبا موسى وعمرو بن العاص لعنهما الله تعالى أخذا على علي # ومعاوية لعنه الله عهد الله بالرضا بما حكما به من كتاب الله وسنة نبيه على أنهما يحكمان بكتاب الله وسنة نبيه ÷، وأخذ عليهما أغلظ العهود والمواثيق بذلك فإن لم يفعلا برئت الأمة من حكمهما.
  وللحكمين أن ينزلا منزلاً عدلاً بين أهل العراق والشام ولا يحضرهما فيه إلا من أحبا عن ملأ منهما والناس آمنون على أنفسهم وأموالهم إلى انسلاخ مدة الأجل وكتبوا بذلك كتابين: أحدهما من علي # بخط كاتبه عبدالله بن أبي رافع(١)، والثاني من معاوية لعنه الله بخط كاتبه عبيد بن عبال الكناني.
  قال في الحدائق: وكان في صفر وموعدهم الذي يلتقي إليه الحكمان شهر رمضان، قال: وكان ابن عباس يعظ أبا موسى ويقول: إنما هو عمرو فلا تغتر بقوله.
  قال: فتدافعا قريباً من شهرين يجتمعان بين يومين وثلاثة، وكان عمرو بن العاص يذم معاوية وذكر أنه لا يرضى بفعله.
  فقال أبو موسى: وأنا كذلك لا أرضى بعلي وجعل يذمه، وجعل ابن عباس يستفسر ما بينهما فيكتمه أبو موسى فذكر عمرو معاوية فقال أبو موسى: هو ولي ثأر عثمان.
  قال: فابني عبدالله؟
(١) عبيدالله بن أبي رافع، كاتب أمير المؤمنين وولده الحسن السبط ª، المتوفى قبل المائتين، وهو وأبوه أبو رافع الأنصاري من موالي رسول الله ÷، وخواص آل محمد (ع). (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).