شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 355 - الجزء 3

  قال: ليس بموضع لذاك.

  قال: فعبدالله بن عمر؟

  قال: إذن تحيا سنة عمر.

  فاتفقا على ذلك، وقال: فاخلع علياً وأنا أخلع معاوية.

  ثم أقبلا إلى الناس فقال عمرو لأبي موسى: اصعد وتكلم.

  فقال ابن عباس: إن كان عمرو قد فارقك على شيء فقدمه قبلك فإنه غدار.

  قال: لا قد اتفقنا على أمر، فصعد المنبر بين العسكرين، فقال: اشهدوا أني قد خلعت علياً ونزع خاتمه كما ترون خلعت هذا الخاتم.

  ثم صعد عمرو فحمد الله وأثنى عليه وقال: قد سمعتم خلعه لصاحبه وقد خلعته أنا وبيده خاتم وقال: وأثبت صاحبي كما أثبت الخاتم في أصبعي. وأدخله في أصبعه اليسار.

  فصاح به أبو موسى: غدرت يا منافق إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.

  قال له عمرو: إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفاراً.

  وتنادى الناس: حكم والله الحكمان بغير ما في كتاب الله والشرط عليهم غير هذا وتضارب القوم بالسياط وأخذ قوم بشعور قوم والتمس أصحاب علي # أبا موسى وقد ركب ناقته ولحق بمكة.

  ونادت الخوارج: كفر الحكمان، لا حكم إلا لله. وقيل: إن أول من نادى بذلك عروة بن أذينة التميمي قبل أن يجتمع الحكمان، وكانت الحكومة في شهر رمضان سنة ثماني وثلاثين.

  وانصرف علي # إلى الكوفة فلما قدمها قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إن أول وقوع الفتن هوى يتبع وأحكام تبتدع، يعظم فيها رجال رجالاً يخالف فيها حكم الله، ولو أن الحق خلص فعمل به لم يخف على