[المارقون وما حدث منهم]
  ذي حجا ولكن يؤخذ ضغث من ذا وضغث من ذا فيخلط فيعمل به فعند ذلك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى».
[المارقون وما حدث منهم]
  وصارت الخوارج إلى قرية يقال لها حرورآء بينها وبين الكوفة نصف فرسخ وبها سموا الحرورية ورئيسهم عبدالله(١) بن وهب الراسبي وابن الكواء(٢) وشبيب بن ربعي فجعلوا يقولون: لا حكم إلا لله.
  ثم خرجوا في ثمانية آلاف وقيل في اثني عشر ألفاً، فوجه إليهم علي # عبدالله بن عباس فكلمهم واحتجوا عليه فخرج إليهم علي # فقال: «أتشهدون علي بجهل؟».
  قالوا: لا.
  قال: أفتنفذون أحكامي؟
  قالوا: نعم.
  قال: فارجعوا إلى كوفتكم حتى نتناظر.
  فرجعوا عن آخرهم ثم جعلوا يقولون: لا حكم إلا لله، فيقول علي #: «حكم الله أنتظر فيكم».
  وخرجوا من الكوفة فوثبوا على خباب بن الأرت فقتلوه وأصحابه، فخرج
(١) عبد الله بن وهب الراسبي، من الأزد: من أئمة الإباضية. كان ذا علم ورأي وفصاحة وشجاعة، وكان عجبا في العبادة. أدرك النبي [÷] وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص. ثم كان مع علي في حروبه. ولما وقع التحكيم أنكره جماعة، فيهم الراسبي، فاجتمعوا بالنهروان - بين بغداد وواسط - وأمروه عليهم، فقاتلوا علياً، وقتل الراسبي في هذه الوقعة (٣٨ هـ). (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) عبد الله بن الكواء: من رؤوس الخوارج، له أخبار كثيرة مع أمير المؤمنين، كان يلزمه ويطرح عليه الأسئلة المحيرة، فيجيب عنها أمير المؤمنين ليزيل الحيرة، وقد رجع عن مذهب الخوارج وعاود صحبته كما قيل. (معجم رجال الاعتبار باختصار).