شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المارقون وما حدث منهم]

صفحة 357 - الجزء 3

  إليهم علي # فناشدهم الله ووجه إليهم عبدالله بن عباس فقال له: «قل لهؤلاء الخوارج: ما نقمتم على أمير المؤمنين؟ ألم يحكم فيكم بالحق ويقسم بينكم بالعدل؟».

  فقالت طائفة منهم: لا والله لا نجيبه، وقالت الأخرى: والله لنجيبنه ثم لنخصمنه:، يا ابن عباس نقمنا على علي خصالاً كلها موبقة لو لم نخصمه منها إلا بخصلة خصمناه: محا اسمه من إمرة المؤمنين يوم كتب إلى معاوية، ورجعنا عنه يوم صفين فلم يضربنا بسيفه حتى نفيء إلى الله، وحكّم الحكمين وزعم أنه وصي فضيع الوصية، وجئتنا يا ابن عباس في حلة حسنة جميلة تدعونا إلى مثل ما يدعونا إليه.

  فقال ابن عباس: قد سمعتَ يا أمير المؤمنين مقالة القوم وأنت أحق بالجواب.

  فقال: «خصمتهم والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ألستم راضين بما في كتاب الله ø وبما فيه من أسوة رسول الله ÷؟».

  قالوا: بلى.

  قال: «كنت كاتب رسول الله ÷ يوم الحديبية لسهيل بن عمرو وصخر بن حرب ومن قبلهما من المشركين: من محمد رسول الله، فقالوا له: لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك، فاكتب: من محمد بن عبدالله، فمحا رسول الله ÷ اسمه بيده وقال: «إن اسمي واسم أبي لا يذهبان بنبوتي» وأمرني فكتبت: من محمد بن عبدالله ففي رسول الله ÷ أسوة حسنة.

  وأما قولكم: أني لم أضربكم بسيفي يوم صفين حتى تفيئوا إلى أمر الله، فإن الله ø يقول: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥]، وكنتم عدداً جماً، وأنا في أهل بيتي في عدة يسيرة.

  وأما قولكم إني حكّمت الحكمين فإن الله ø حكم في أرنب بربع