[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية» فاقتضى ذلك وجوب معرفة الإمام، ولأنه لو لم يعرف الإمام ما عرف وجوب طاعته ولا التزام أوامره وأحكامه فلو لم تكن معرفة الإمام أصلاً من أصول الدين يجب على كل مكلف العلم بها لما وجبت طاعة إمام أصلاً لجواز أن يكون ذلك الإمام سلطاناً يبتغي الملك والدنيا وفي ذلك من الفساد في الدين ما لا يخفى وقد قدمنا في ذلك من كلام أئمة أهل البيت $ ما فيه كفاية.
  قال الحاكم أبو سعد في كتاب تنبيه الغافلين وقد قال بعض الفقهاء: لولا قتال علي # أهل البغي ما عرفنا ذلك، ولأن النبي ÷ أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فوجبت نصرته، وقتال أهل البغي معه معاوية لعنه الله ومن نحا نحوه، ومن تخلف عنه لابد من كونه عاصياً فاسقاً.
  وروى الفقيه حميد الشهيد | بإسناده إلى القاضي أبي علي الحسن بن علي الصفار بسنده إلى إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول الله ÷ وقد انقطع شسع نعله فدفعها إلى علي ليصلحها ثم جلس وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، فقال: «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت الناس على تنزيله»(١).
(١) رواه الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) في مجموعه، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد (ع) في الجامع الكافي، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، وابن أبي الحديد في شرح النهج، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبغوي في شرح السنة، والبيهقي في دلائل النبوة، وأبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والمحب الطبري في ذخائر العقبى، وابن عدي في الكامل، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي (ع) عن آبائه، ورواه عن أبي سعيد بعدة طرق، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة عن عبد الرحمن بن بشير وعن أبي سعيد، ورواه النسائي في الخصائص، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وقال في =