شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 386 - الجزء 3

  يتقرع كما يتقرع الديك وقام وخرج. انتهى.

  وروى في الكامل المنير أن عبدالله بن عمر بن الخطاب أتى إلى الحجاج بن يوسف ليلاً فدق عليه بابه فلما دخل قال: ابسط يدك أبايعك لعبدالملك فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «من بات ليلة وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية» فلما بايعه وخرج من عنده قال الحجاج: العجب من عبدالله بن عمر أنه بالأمس يقول لعلي بن أبي طالب: أقلني بيعتي فإني حمل رداح لا غدوّ لي ولا رواح فأقاله بيعته وأتاني يبايعني عن عبدالملك.

  وروي أنه مدّ له رجله لأن يده كانت مشغولة، وكتب الحجاج بذلك إلى عبدالملك فأمر له بعشرة آلاف، والله أعلم بصحة هذه الرواية؛ لأنه روى الفقيه يحيى حميد في كتابه توضيح المسائل أن الحجاج قتل عبدالله بن عمر بسبب إظهاره التوبة عن القعود عن الحرب مع علي # وقال ما لفظه: والله ما أجدني آسى على شيء فاتني من الدنيا إلا أني لم أقاتل مع علي الفرقة الباغية.

  قال: فأمر الحجاج من جرح عبدالله بن عمر في قدمه بسيف مسموم في صلاة عيد.

  وقال في كتاب الدولتين: ثم دخل معاوية الكوفة فأخذ البيعة لنفسه على العراقين فكانت تلك السنة سنة الجماعة لاجتماع الناس واتفاقهم وبايع معاوية كل من كان معتزلا عنهم، وبايعه سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عمر ومحمد بن مسلمة. انتهى.

  وفي روضة الحجوري قال: لما وفد سعد بن أبي وقاص على معاوية بن أبي سفيان بعد قتل علي # قال له معاوية: ما منعك يا سعد أن تخرج معنا فقال سعد: هاجت ريح مظلمة فلم أبصر الطريق فقلت: أخ أخ، فلما أضاءت لي أخذت الطريق فقال له معاوية: والله يا سعد ما سمعنا في كتاب الله ø أخ أخ وإنما قال الله ø: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا