شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في إمامة الحسنين $

صفحة 390 - الجزء 3

  الإمامة هي الغلبة هكذا حكاه القرشي في منهاجه والرد عليهم.

  أما من قال: إن الحسن # كفر مع أبيه بالتحكيم فقول صادر ممن مرق عن الدين وما كان كذلك لا يلتفت إليه لأن كل المسلمين لم يختلفوا في أن علياً # لم يكفر ولم يفسق أجمع أعداؤه وأولياؤه على ذلك.

  وقد حققنا كيف كانت صورة التحكيم، وقول من قال إنه كان إماماً ثم كفر بتسليم الأمر إلى معاوية باطل؛ لأنه لم يسلم الأمر إليه ولكنه لما علم ضعف عزيمة أصحابه وخديعة معاوية اللعين لعبيدالله بن العباس وغيره مع ما كان يرى من خذلانهم لأبيه ~ وإقبال الناس على الدنيا ورفض الآخرة رأى في المصالحة في ذلك الوقت والمهادنة صلاحاً، والصلح جائز للأئمة بل وللأنبياء $ ولا شبهة عند كل مسلم أن فعله # كان حسناً من جهة التدبير وقد علم الناس كافة أنه ÷ صالح قريشاً يوم الحديبية وأراد أن يصالح الأحزاب على بعض ثمار المدينة.

  وعلم الناس أيضاً أنه # طعنه الجراح بن سنان الأسدي في مظلم ساباط من أرض المدائن بالخنجر في فخذه فوجأه به حتى خالط أربيته، فقال الحسن #: أقتلتم أبي بالأمس ووثبتم علي اليوم تريدون قتلي زهداً في العادلين ورغبة في القاسطين والله لتعلمن نبأه بعد حين فمرض # شهرين.

  وروى أبو الفرج أن الجراح بن سنان هذا أخذ بلجامه وبيده معول، فقال له: الله أكبر يا حسن أشركت كما أشرك أبوك ثم طعنه فوقعت في فخذه فشقه حتى خالط أربيته فسقط الحسن إلى الأرض بعد أن ضرب الذي طعنه واعتنقه فخرا جميعاً إلى الأرض فوثب عبدالله بن الخطل الطائي فنزع المعول من يده فخضخضه به وأكب طبيان بن عمارة عليه فقطع أنفه ثم قتلوه، وحمل الحسن # على سرير إلى المدائن وبها سعد بن مسعود الثقفي والياً عليها من قبله وكان علي # ولاه فأقره الحسن # وكان هذا قبل الصلح.